وأستوصوا بالنساء خيرا .. النساء شقائق الرجال .. من وصايا رسولنا الامين محمد صل الله عليه وسلم
خصص الله جل جلاله سورة للنساء .. ووفقني سبحانه وتعالي لعمل هذه المدونة لخدمتهن من سن البلوغ حتي ماشاء الله .
تم انشائها يوم الثلاثاء 22 شعبان 1431 هجرية .. الموافق 03 اغسطس 2010 .
مع اطيب تمنيات محمد بدر العبد الفقير لرحمة وعفو الله سبحانه في كل وقت وحين
https://sites.google.com/site/allahmohamedbadr
تم انشائها يوم الثلاثاء 22 شعبان 1431 هجرية .. الموافق 03 اغسطس 2010 .
مع اطيب تمنيات محمد بدر العبد الفقير لرحمة وعفو الله سبحانه في كل وقت وحين
https://sites.google.com/site/allahmohamedbadr
الثلاثاء، 17 أغسطس 2010
رفقا بالقوارير
رفقا بالقوارير
أَتَى النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ :
وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ .
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ قَوْلُهُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
رواه البخاري في صحيحه من حديث انس بن مالك رضى الله عنه
قال الكرماني : لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة أن يكون وجه الشبه جليا ، وليس بين القارورة والمرأة وجه للتشبيه من حيث ذاتهما ظاهر ، لكن الحق أنه كلام في غاية الحسن والسلامة عن العيب ؛ ولا يلزم في الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما ، بل يكفي الجلاء الحاصل من القرائن الحاصلة ، وهو هنا كذلك .
قال : ويحتمل أن يكون قصد أبي قلابة أن هذه الاستعارة من مثل رسول الله صل الله عليه وسلم في البلاغة ، ولو صدرت من غيره ممن لا بلاغة له لعبتموها .
قال وهذا هو اللائق بمنصب أبي قلابة . قلت : وليس ما قاله الداودي بعيدا ولكن المراد من كان يتنطع في العبارة ويتجنب الألفاظ التي تشتمل على شيء من الهزل . وقريب من ذلك قول شداد بن أوس الصحابي لغلامه : ائتنا بسفرة نعبث بها ، فأنكرت عليه ، أخرجه أحمد والطبراني .
قال الخطابي : كان أنجشة أسود وكان في سوقه عنف ، فأمره أن يرفق بالمطايا .
وقيل : كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فإن حسن الصوت يحرك من النفوس ، فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الكسر إليها .
وجزم ابن بطال بالأول فقال : القوارير كناية عن النساء اللاتي كن على الإبل التي تساق حينئذ ، فأمر الحادي بالرفق في الحداء لأنه يحث الإبل حتى تسرع فإذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط ، وإذا مشت رويدا أمن على النساء السقوط ، قال : وهذا من الاستعارة البديعة ؛ لأن القوارير أسرع شيء تكسيرا ، فأفادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال ارفق بالنساء .
وقال الطيبي : هي استعارة لأن المشبه به غير مذكور ، والقرينة حالية لا مقالية ، ولفظ الكسر ترشيح لها .
وجزم أبو عبيد الهروي بالثاني وقال : شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهن ، والقوارير يسرع إليها الكسر ، فخشي من سماعهن النشيد الذي يحدو به أن يقع بقلوبهن منه ، فأمره بالكف ، فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في إسراع الكسر إليها .
ورجح عياض هذا الثاني فقال هذا أشبه بمساق الكلام ، وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة ، وإلا فلو عبر عن السقوط بالكسر لم يعبه أحد . وجوز القرطبي في " المفهم " الأمرين فقال : شبههن بالقوارير لسرعة تأثرهن وعدم تجلدهن ، فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط أو التألم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة ، أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد . قال ابن حجر : والراجح عند البخاري الثاني ، ولذلك أدخل هذا الحديث في " باب المعاريض " ، ولو أريد المعنى الأول لم يكن في القوارير تعريض .
والله أعلم
فالأنثى كالقارورة لا تتحمل العنف والقسوة ..
وإن حصل ذلك فهي معرضة لـ (التحطم) ..
وبعض القوارير إذا تحطمت أصدرت صوتا ً خفيفا ً ..
وبعضها الآخر تتحطم بصمت .. وهذا مؤلم ..
ونوع يتحطم بألم فتصدر إزعاجا ً لا مثيل له ..
كما هي حال الإناث .. ولكن هناك فرق ..
فالقوارير إذا تحطمت لا تصلح للاستخدام ..
فهي لا تتجمع وتتلاحم بل تبقى مبعثرة ..
أما الأنثى إذا تحطمت تستطيع أن تلملم جراحها ..
وتجمع أشلائها وقد تسامح من سبب تحطمها ..
وذلك لرقة قلبها وعاطفتها التي لا تضاهيها عاطفة ..
بوركن ما أروعهن فأرجوكم رفقاً بالقوارير ..
لماذا القوارير؟
معنى القوارير هي الزجاج وكلنا نعلم ان الزجاج يصنع عن طريق النار وهو المعدن الوحيد الذي لا يلزم طرقه ليتشكل ويلزم من يصنعه الرقه والهدوء والنفخ الهادئ ليتشكل بطريقه جميله ورائعه وكما يشاء صانعه ، وان حصل وعومل بالعنف وبالقوة فانه ينزع ولم يعد صالح للصنع والتشكيل، وكلنا يعلم ان الزجاج سريع الكسر ويلزم معاملته خاصه لانه اذا انكسر لن نقدر على اصلاحه واعادته كما كان.
اذا فقد شبه الرسول الكريم النساء بالزجاج لانهن مثله قلبا وقالب ، فهي مثل الزجاج في تشكيله تحب ان تعامل باحترام وان تراعى مشاعرها ، فان احببت ان تحبك النساء فعاملهن باحترام، ويكفي ان الرسول الكريم قال رفقا بالقوارير وهذا مفتاح صغير القاه الرسول الكريم لكم يا معشر الرجال..
ان احببت ان تطيعك زوجتك بكل شيء فعليك ان تحسن معاملتها وتامرها وكانك تطلبها معروفا وعليك ان تراعي مشاعرها عند الغضب فغضب المراة اعمى من غضب الرجل وغالبا لا تندم عليه لان الذي اغضبها لم يراعي شعورها، وعليك ايضا ان تعي انها غيور من كل شيء فيكفي ان تقول فلانه حتى يشتعل قلبها غير وان وافقتك بالراي ،واعلم ان اذا جرحت المراة من انسان تكن له التقدير والحب صعب جدا ان تعيد النظر في مكانته في قلبها ونفسها مرة اخرى.
ولا يسعني الا ان اقول رفقا بالقوارير يا معشر الرجال..
لقد عَلِمَ الغربيون أنفسهم أن الإسـلام كـرّم المـرأة .
حتى قال أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن ) قال : إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويُشين سمعتها .
وقالت جريدة ( المونيتور ) الفرنسية :
قد أوجد الإسلام إصلاحاً عظيماً في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية ، ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية.
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) بمعنى أن حواء خلقت من آدم بنص القرآن وأتى رسول الله فحدد الجزء الذي خلقت منه
أما المعنى من الحديث ففحواه العام هو الوصية بالنساء خيرا وليس مسبة لهم كما زعموا وقد شرح القاضي كلمة الضلع فقال : والضلع بكسر فسكون واحد الأضلاع استعير للمعوج صورة ومعنى ، وقيل أراد به أن أول النساء خلقت من ضلع فإن حواء خرجت من ضلع آدم قيل الأيسر وقيل القصرى كما تخرج النخلة من النواة ثم جعل محلها لحم ( فإن ذهبت تقيمه كسرته ) أي إن أرادت منها تسوية اعوجاجها أدى إلى فراقها ، فهو ضرب مثل للطلاق ( وإن تركته ) أي لم تقمه ( لم يزل أعوج ) فلا يطمع في استقامتهن البتة ( وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ) ذكر تأكيد لمعنى الكسر وإشارة إلى أنها خلقت من أعوج آخر الضلع مبالغة في إثبات هذه الصفة لهن أوضربه مثلاً لأعلى المرأة لأن أعلاها رأسها وفيه لسانها وهو الذي يحصل به الأذى
على المرأة أن تفتخر بأنها خلقت من ضلعٍ أعوج فهو خيرا وليس مسبة للنساء .
و الحديث المذكور يعلي من قدرها إذ يحث الرجل على المزيد من اللين في المعاملة مع زوجته حتى لا يفارقها ..
فإن نهج الشدة و القوة فقد زوجته إلى الأبد ..
و يقصد بالاعوجاج هي العاطفة عند المرأة التي تغلب عاطفة الرجل ..
رفقا بالقوارير
أَتَى النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ .
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ قَوْلُهُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
رواه البخاري في صحيحه من حديث انس بن مالك رضى الله عنه
شرح الحديث الشريف
قوله : ( أتى النبي صل الله عليه وسلم على بعض نسائه )
في رواية حماد بن زيد عن أيوب أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان في سفر ، وفي رواية شعبة عن ثابت عن أنس " كان في منزله فحدى الحادي "وأخرجه النسائي والإسماعيلي من طريق شعبة بلفظ " وكان معهم سائق وحاد " ولأبي داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " كان أنجشة يحدو بالنساء ، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال " وأخرجه أبو عوانة من رواية عفان عن حماد ، وفي رواية قتادة عن أنس " كان للنبي صل الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة وكان حسن الصوت وفي رواية وهيب " وأنجشة غلام النبي صل الله عليه وسلم يسوق بهن " وفي رواية حميد عن أنس ، فاشتد بهن في السياق " أخرجها أحمد عن ابن عدي عنه ، وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت " فإذا أعنقت الإبل " وهي بعين مهملة ونون وقاف أي أسرعت وزنه ومعناه ، والعنق بفتحتين قد تقدم بيانه في كتاب الحج .
قوله : ( ومعهن أم سليم )
في رواية حميد عن أنس عند الحارث " وكان يحدو بأمهات المؤمنين ونسائهم " وفي رواية وهيب عن أيوب كما سيأتي بعد عشرين بابا " كانت أم سليم في الثقل " وفي رواية سليمان التيمي عن أنس عند مسلم " كانت أم سليم مع نساء النبي صل الله عليه وسلم أخرجه من طريق يزيد بن زريع عنه ، وأخرجه النسائي من طريق زهير والرامهرمزي في " الأمثال " من طريق حماد بن مسعدة كلاهما عن سليمان فقال : " عن أنس عن أم سليم " جعله من مسند أم سليم ، والأول هو المحفوظ ، وحكى عياض أن في رواية السمرقندي في مسلم " أم سلمة " بدل أم سليم قال : وقوله في الرواية الأخرى " مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم " يقوي أنها ليست من نسائه . قلت : وتضافر الروايات على أنها أم سليم يقضي بأن قوله أم سلمة تصحيف .
قوله : ( فقال ويحك يا أنجشة )
في رواية حماد " كان في سفر له وكان غلام يحدو بهن يقال له أنجشة " وفي رواية مسلم من هذا الوجه " كان في بعض أسفاره وغلام أسود " وفي رواية للنسائي عن قتيبة عن حماد " وغلام له يقال له أنجشة " وهو بفتح الهمز وسكون النون وفتح الجيم بعدها شين معجمة ثم هاء تأنيث ، ووقع في رواية وهيب " يا أنجش " على الترخيم ، قال البلاذري : كان أنجشة حبشيا يكنى أبا مارية . وأخرج الطبراني من حديث واثلة أنه كان ممن نفاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المخنثين .
قوله : ( رويدك )
كذا للأكثر وفي رواية سليمان التيمي " رويدا " وفي رواية شعبة " أرفق " ووقع في رواية حميد " رويدك أرفق " جمع بينهما رويناه في " جزء الأنصاري " عن حميد . وأخرجه الحارث عن عبد الله بن بكر عن حميد فقال : " كذلك سوقك " وهي بمعنى كفاك . قال عياض : قوله رويدا منصوب على أنه صفة لمحذوف دل عليه اللفظ أي سق سوقا رويدا ، أو احد حدوا رويدا . أو على المصدر أي أورد رويدا مثل ارفق رفقا . أو على الحال أي سر رويدا ، أو رويدك منصوب على الإغراء ، أو مفعول بفعل مضمر أي الزم رفقك ، أو على المصدر أي أرود رويدك . وقال الراغب : رويدا من أرود يرود كأمهل يمهل وزنه ومعناه ، وهو من الرود بفتح الراء وسكون ثانيه وهو التردد في طلب الشيء برفق راد وارتاد ، والرائد طالب الكلأ ، ورادت المرأة ترود إذا مشت على هينتها . وقال الرامهرمزي : رويدا تصغير رود وهو مصدر فعل الرائد ، وهو المبعوث في طلب الشيء ، ولم يستعمل في معنى المهملة إلا مصغرا ، قال وذكر صاحب " العين " أنه إذا أريد به معنى الترويد في الوعيد لم ينون . وقال السهيلي : قوله رويدا أي ارفق ، جاء بلفظ التصغير لأن المراد التقليل أي ارفق قليلا ، وقد يكون من تصغير المرخم وهو أن يصغر الاسم بعد حرف الزوائد كما قالوا في أسود سويد فكذا في أرود رويد .
قوله : ( سوقك )
كذا للأكثر وفي رواية حميد " سيرك " وهو بالنصب على نزع الخافض أي ارفق في سوقك ، أو سقهن كسوقك . وقال القرطبي في " المفهم " : رويدا أي ارفق ، وسوقك مفعول به . ووقع في رواية مسلم " سوقا " وكذا للإسماعيلي في رواية شعبة ، وهو منصوب على الإغراء بقوله ارفق سوقا ، أو على المصدر أي سق سوقا . وقرأ شارح الحديث بخط ابن الصائغ المتأخر : رويدك إما مصدر والكاف في محل خفض ، وإما اسم فعل والكاف حرف خطاب ، وسوقك بالنصب على الوجهين والمراد به حدوك إطلاقا لاسم المسبب على السبب . وقال ابن مالك : رويدك اسم فعل بمعنى أرود أي أمهل ، والكاف المتصلة به حرف خطاب ، وفتحة داله بنائية . ولك أن تجعل رويدك مصدرا مضافا إلى الكاف ناصبها سوقك وفتحة داله على هذا إعرابية . وقال أبو البقاء : الوجه النصب برويدا والتقدير أمهل سوقك ، والكاف حرف خطاب وليست اسما ، ورويدا يتعدى إلى مفعول واحد .
قوله : ( بالقوارير )
في رواية هشام عن قتادة " رويدك سوقك ولا تكسر القوارير " وزاد حماد في روايته عن أيوب قال أبو قلابة : يعني النساء ، ففي رواية همام عن قتادة " ولا تكسر القوارير " قال قتادة : يعني ضعفة النساء والقوارير جمع قارورة وهي الزجاجة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها . وقال الرامهرمزي : كنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة ، والنساء يشبهن بالقوارير في الرقة واللطافة وضعف البنية ، وقيل : المعنى سقهن كسوقك القوارير لو كانت محمولة على الإبل ، وقال غيره : شبههن بالقوارير لسرعة انقلابهن عن الرضا ، وقلة دوامهن على الوفاء ، كالقوارير يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر ، وقد استعملت الشعراء ذلك ، قال بشار : ارفق بعمرو إذا حركت نسبته فإنه عربي من قوارير قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه : " سوقك بالقوارير " قال الداودي : هذا قاله أبو قلابة لأهل العراق لما كان عندهم من التكلف ومعارضة الحق بالباطل . وقال الكرماني : لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة أن يكون وجه الشبه جليا ، وليس بين القارورة والمرأة وجه للتشبيه من حيث ذاتهما ظاهر ، لكن الحق أنه كلام في غاية الحسن والسلامة عن العيب ؛ ولا يلزم في الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما ، بل يكفي الجلاء الحاصل من القرائن الحاصلة ، وهو هنا كذلك . قال : ويحتمل أن يكون قصد أبي قلابة أن هذه الاستعارة من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغة ، ولو صدرت من غيره ممن لا بلاغة له لعبتموها . قال وهذا هو اللائق بمنصب أبي قلابة . قلت : وليس ما قاله الداودي بعيدا ولكن المراد من كان يتنطع في العبارة ويتجنب الألفاظ التي تشتمل على شيء من الهزل . وقريب من ذلك قول شداد بن أوس الصحابي لغلامه : ائتنا بسفرة نعبث بها ، فأنكرت عليه ، أخرجه أحمد والطبراني . قال الخطابي : كان أنجشة أسود وكان في سوقه عنف ، فأمره أن يرفق بالمطايا . وقيل : كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فإن حسن الصوت يحرك من النفوس ، فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الكسر إليها . وجزم ابن بطال بالأول فقال : القوارير كناية عن النساء اللاتي كن على الإبل التي تساق حينئذ ، فأمر الحادي بالرفق في الحداء لأنه يحث الإبل حتى تسرع فإذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط ، وإذا مشت رويدا أمن على النساء السقوط ، قال : وهذا من الاستعارة البديعة ؛ لأن القوارير أسرع شيء تكسيرا ، فأفادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال ارفق بالنساء . وقال الطيبي : هي استعارة لأن المشبه به غير مذكور ، والقرينة حالية لا مقالية ، ولفظ الكسر ترشيح لها . وجزم أبو عبيد الهروي بالثاني وقال : شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهن ، والقوارير يسرع إليها الكسر ، فخشي من سماعهن النشيد الذي يحدو به أن يقع بقلوبهن منه ، فأمره بالكف ، فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في إسراع الكسر إليها . ورجح عياض هذا الثاني فقال هذا أشبه بمساق الكلام ، وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة ، وإلا فلو عبر عن السقوط بالكسر لم يعبه أحد . وجوز القرطبي في " المفهم " الأمرين فقال : شبههن بالقوارير لسرعة تأثرهن وعدم تجلدهن ، فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط أو التألم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة ، أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد . قال ابن حجر : والراجح عند البخاري الثاني ، ولذلك أدخل هذا الحديث في " باب المعاريض " ، ولو أريد المعنى الأول لم يكن في القوارير تعريض .
والله أعلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
استوصو بالنساء خيرا
ردحذفاستوصو بالنساء خيرا
ردحذفجزاك الله خيرا , شرح وافي و واضح .
ردحذفرفقاااا بلقوارير
ردحذف