وأستوصوا بالنساء خيرا .. النساء شقائق الرجال .. من وصايا رسولنا الامين محمد صل الله عليه وسلم

خصص الله جل جلاله سورة للنساء .. ووفقني سبحانه وتعالي لعمل هذه المدونة لخدمتهن من سن البلوغ حتي ماشاء الله .
تم انشائها يوم الثلاثاء 22 شعبان 1431 هجرية .. الموافق 03 اغسطس 2010 .

مع اطيب تمنيات محمد بدر العبد الفقير لرحمة وعفو الله سبحانه في كل وقت وحين
https://sites.google.com/site/allahmohamedbadr

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

كلمات تنتشر بين بعض الناس على النساء


كلمات تنتشر بين بعض الناس على النساء


انتشر بين الناس الحديث عن مكر النساء ، وأنهن أقوى من الشيطان نفسه ، وعبارات كثيرة على هذا النمط ... مثلا : آخر ما يموت من المرأة لسانها . والشيطان تلميذ المرأة ...
وغيره الكثير ، وهي نقطة أثارها البعض في احدى المنتديات مستدلين بقوله تعالى : ( إن كيدكن عظيم ) وهذا عن كيد المرأة ، أما قوله تعالى عن كيد الشيطان : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )
شيخنا الفاضل .......... هلا تكرمتكم بتوضيح هذه النقطة الهامة للجميع ، وأن تسمح للجميع بنشرها حتى تتضح المفاهيم ....

الجواب : عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم

وفيك بورك أخيّـتي الداعية وجُزيتِ الجنة
نعم أختي الفاضلة هذه كلمات تنتشر بين بعض الناس :
آخر ما يموت من المرأة لسانها ! والشيطان تلميذ المرأة ... !
وغيره الكثير
وأذكر أن أحد الشباب يُردد مقولة أخرى :
الشيطان بلع كل شيء إلا المرأة وقّفت في حَـلْـقِـهِ !!
لا شك أُخيّـتي أن المرأة شقيقة الرجل كما ثبت بذلك الخبر عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
وإن قيلت تلك المقالات فقائلها لا يخلو من أمرين :
إما أن يكون قالها في امـرأة معيّـنة .
وإما أن يكون قد أطلق اللفظ وعمّـم الحُـكم .
فإن كان الأول فهو وارد ، إذ الآية واضحة في ذلك ، فهي قد وَرَدَتْ في حكاية قصة يوسف مع امرأة العزيز ، وكذب امرأة العزيز على يوسف عليه السلام ، بعد أن راودته عن نفسه وغلّقت الأبواب ...
قال تعالى :
( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )
فهذا حكاية قول عزيز مصر آنذاك فمن كانت كذلك كان كيدها عظيما غلّقت الأبواب وراودت ذلك الشاب وشقّت قميصه وادعت زورا وبهتانا أنه أراد بها سوءاً.
كما في قصة جريج وخبره في الصحيحين

وكيف أن تلك البغي رمَتْه بما هو منه برئ ، فادّعت أنه زنا بها وأنها حملت منه ، حتى أظهر الله براءته .
فمن كانت على مثل ما كانت عليه تلك النسوة فكيدها عظيم.

وإن كان الثاني فقد ظلم المرأة
فليست المرأة تلميذة الشيطان ، ولكنها إحدى حبائله ، خاصة إذا أغواها الشيطان وأغوى بها . فما ترك النبي صل الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء .
ومن النساء مَن لا يعرف الشيطان عليهن سبيلا.
ولا شك أن في النساء صالحات عفيفات غافلات عما يُراد بهن .
ولذا قال الإمام النووي في شرح قوله صل الله عليه وسلم " وقـذف المحصنات الغافلات المؤمنات " :
والمـراد بالمحصنات هنـا : العفائف . وبالغافلات : الغافـلات عـن الفواحش وما قُـذِفْنَ بـه . انتهى كلامه - رحمه الله - .
فالمؤمنات في غفلـة عن كل أذى ، وعن كـل مـا يخدش الحياء .

ومن النساء : أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات من بعدهن ومنهن من تتلمذ على أيديهن العلماء الأفذاذ ، بل فيهن من تربى على يديها العلماء ، فلهن الفضل بعد الله على هذه الأمة .

واليوم هناك من نساء الأمة الصالحات :
منهن من تتمنى أن تُقتل شهيدة في سبيل الله.
ومنهن من تحمل هم الأمة.
ومنهن من تحمل هم الدعوة.
ومنهن من هي حريصة على طلب العلم تتمنّى أن تُفني نفسها في طلبه.
ومنهن ،،، ومنهن ...
ولاستعراض بعض النماذج والأمثلة المعاصرة أنصح بسماع شريط : المرأة والوجه الآخر للشيخ خالد الصقعبي وفقه الله .
وحكاية قول امرأة العزيز يُشبه حكاية قول بلقيس .
فقد حكى الله سبحانه وتعالى قول بلقيس عندما قالت عن نبي الله سليمان:
( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ )
ومعلوم أن الإفساد لا ينطبق على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه ليس من المفسدين .

ثم إن المكر والكيد يكون من الرجال كما يكون من النساء .. ولذا قال الله عز وجل :
( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ )
واشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفّذة المتسلّطة ، ولذا قال سبحانه :
( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )
والتبييت قتله ليلا ..
فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام .
وأكثر من حكى الله عنهم المكر والكيد في القرآن الكريم هم من الرجال حتى وصف الله عز وجل مكر الكُفّار بالمكر الكُبّار ..
قال سبحانه وتعالى عن قوم نوح :
( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا )

ثم يرد السؤال هنا :
هل المرأة إلا جزء من الرجل ؟؟

فتكوينها جزء من تكوينه وطبيعتها جزء من طبيعته فإن انتقصها الرجل أو احتقرها فهي منه وإليه مِنْهُ خُلِقت ومنها خٌلِق..

وهل الرجل إلا وليد المرأة ؟؟ فهي أمه وهي أخته وهي زوجته وهي ابنته..


حدث ايضا اول امس ان قال عريس لعروسته ياللي عملة لنا فيها شيخة وانتم ناقصات عقل ودين ..

فعملت هذه السلسلة لتوضيح هذه الاحاديث النبوية الشريفة .

سلسلة رفقا بالقوارير

هل المرأة ناقصة عقل ودين ؟
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_9464.html

هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_3811.html

رفقا بالقوارير
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_7276.html

كلمات تنتشر بين بعض الناس على النساء
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_8393.html



اتمني ان شاء الله ان ننتبه لما نقول ولا نردد اي كلام دون فهم او ادراك ॥


رفقا بالقوارير


رفقا بالقوارير

أَتَى النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ :

وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ .

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ قَوْلُهُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
رواه البخاري في صحيحه من حديث انس بن مالك رضى الله عنه

قال الكرماني : لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة أن يكون وجه الشبه جليا ، وليس بين القارورة والمرأة وجه للتشبيه من حيث ذاتهما ظاهر ، لكن الحق أنه كلام في غاية الحسن والسلامة عن العيب ؛ ولا يلزم في الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما ، بل يكفي الجلاء الحاصل من القرائن الحاصلة ، وهو هنا كذلك .
قال : ويحتمل أن يكون قصد أبي قلابة أن هذه الاستعارة من مثل رسول الله صل الله عليه وسلم في البلاغة ، ولو صدرت من غيره ممن لا بلاغة له لعبتموها .
قال وهذا هو اللائق بمنصب أبي قلابة . قلت : وليس ما قاله الداودي بعيدا ولكن المراد من كان يتنطع في العبارة ويتجنب الألفاظ التي تشتمل على شيء من الهزل . وقريب من ذلك قول شداد بن أوس الصحابي لغلامه : ائتنا بسفرة نعبث بها ، فأنكرت عليه ، أخرجه أحمد والطبراني .
قال الخطابي : كان أنجشة أسود وكان في سوقه عنف ، فأمره أن يرفق بالمطايا .
وقيل : كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فإن حسن الصوت يحرك من النفوس ، فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الكسر إليها .

وجزم ابن بطال بالأول فقال : القوارير كناية عن النساء اللاتي كن على الإبل التي تساق حينئذ ، فأمر الحادي بالرفق في الحداء لأنه يحث الإبل حتى تسرع فإذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط ، وإذا مشت رويدا أمن على النساء السقوط ، قال : وهذا من الاستعارة البديعة ؛ لأن القوارير أسرع شيء تكسيرا ، فأفادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال ارفق بالنساء .
وقال الطيبي : هي استعارة لأن المشبه به غير مذكور ، والقرينة حالية لا مقالية ، ولفظ الكسر ترشيح لها .
وجزم أبو عبيد الهروي بالثاني وقال : شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهن ، والقوارير يسرع إليها الكسر ، فخشي من سماعهن النشيد الذي يحدو به أن يقع بقلوبهن منه ، فأمره بالكف ، فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في إسراع الكسر إليها .
ورجح عياض هذا الثاني فقال هذا أشبه بمساق الكلام ، وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة ، وإلا فلو عبر عن السقوط بالكسر لم يعبه أحد . وجوز القرطبي في " المفهم " الأمرين فقال : شبههن بالقوارير لسرعة تأثرهن وعدم تجلدهن ، فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط أو التألم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة ، أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد . قال ابن حجر : والراجح عند البخاري الثاني ، ولذلك أدخل هذا الحديث في " باب المعاريض " ، ولو أريد المعنى الأول لم يكن في القوارير تعريض .
والله أعلم

فالأنثى كالقارورة لا تتحمل العنف والقسوة ..
وإن حصل ذلك فهي معرضة لـ (التحطم) ..
وبعض القوارير إذا تحطمت أصدرت صوتا ً خفيفا ً ..
وبعضها الآخر تتحطم بصمت .. وهذا مؤلم ..
ونوع يتحطم بألم فتصدر إزعاجا ً لا مثيل له ..
كما هي حال الإناث .. ولكن هناك فرق ..
فالقوارير إذا تحطمت لا تصلح للاستخدام ..
فهي لا تتجمع وتتلاحم بل تبقى مبعثرة ..
أما الأنثى إذا تحطمت تستطيع أن تلملم جراحها ..
وتجمع أشلائها وقد تسامح من سبب تحطمها ..
وذلك لرقة قلبها وعاطفتها التي لا تضاهيها عاطفة ..
بوركن ما أروعهن فأرجوكم رفقاً بالقوارير ..


لماذا القوارير؟

معنى القوارير هي الزجاج وكلنا نعلم ان الزجاج يصنع عن طريق النار وهو المعدن الوحيد الذي لا يلزم طرقه ليتشكل ويلزم من يصنعه الرقه والهدوء والنفخ الهادئ ليتشكل بطريقه جميله ورائعه وكما يشاء صانعه ، وان حصل وعومل بالعنف وبالقوة فانه ينزع ولم يعد صالح للصنع والتشكيل، وكلنا يعلم ان الزجاج سريع الكسر ويلزم معاملته خاصه لانه اذا انكسر لن نقدر على اصلاحه واعادته كما كان.

اذا فقد شبه الرسول الكريم النساء بالزجاج لانهن مثله قلبا وقالب ، فهي مثل الزجاج في تشكيله تحب ان تعامل باحترام وان تراعى مشاعرها ، فان احببت ان تحبك النساء فعاملهن باحترام، ويكفي ان الرسول الكريم قال رفقا بالقوارير وهذا مفتاح صغير القاه الرسول الكريم لكم يا معشر الرجال..

ان احببت ان تطيعك زوجتك بكل شيء فعليك ان تحسن معاملتها وتامرها وكانك تطلبها معروفا وعليك ان تراعي مشاعرها عند الغضب فغضب المراة اعمى من غضب الرجل وغالبا لا تندم عليه لان الذي اغضبها لم يراعي شعورها، وعليك ايضا ان تعي انها غيور من كل شيء فيكفي ان تقول فلانه حتى يشتعل قلبها غير وان وافقتك بالراي ،واعلم ان اذا جرحت المراة من انسان تكن له التقدير والحب صعب جدا ان تعيد النظر في مكانته في قلبها ونفسها مرة اخرى.
ولا يسعني الا ان اقول رفقا بالقوارير يا معشر الرجال..

لقد عَلِمَ الغربيون أنفسهم أن الإسـلام كـرّم المـرأة .
حتى قال أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن ) قال : إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويُشين سمعتها .

وقالت جريدة ( المونيتور ) الفرنسية :
قد أوجد الإسلام إصلاحاً عظيماً في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية ، ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية.

قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) بمعنى أن حواء خلقت من آدم بنص القرآن وأتى رسول الله فحدد الجزء الذي خلقت منه

أما المعنى من الحديث ففحواه العام هو الوصية بالنساء خيرا وليس مسبة لهم كما زعموا وقد شرح القاضي كلمة الضلع فقال : والضلع بكسر فسكون واحد الأضلاع استعير للمعوج صورة ومعنى ، وقيل أراد به أن أول النساء خلقت من ضلع فإن حواء خرجت من ضلع آدم قيل الأيسر وقيل القصرى كما تخرج النخلة من النواة ثم جعل محلها لحم ( فإن ذهبت تقيمه كسرته ) أي إن أرادت منها تسوية اعوجاجها أدى إلى فراقها ، فهو ضرب مثل للطلاق ( وإن تركته ) أي لم تقمه ( لم يزل أعوج ) فلا يطمع في استقامتهن البتة ( وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ) ذكر تأكيد لمعنى الكسر وإشارة إلى أنها خلقت من أعوج آخر الضلع مبالغة في إثبات هذه الصفة لهن أوضربه مثلاً لأعلى المرأة لأن أعلاها رأسها وفيه لسانها وهو الذي يحصل به الأذى

على المرأة أن تفتخر بأنها خلقت من ضلعٍ أعوج فهو خيرا وليس مسبة للنساء .

و الحديث المذكور يعلي من قدرها إذ يحث الرجل على المزيد من اللين في المعاملة مع زوجته حتى لا يفارقها ..

فإن نهج الشدة و القوة فقد زوجته إلى الأبد ..

و يقصد بالاعوجاج هي العاطفة عند المرأة التي تغلب عاطفة الرجل ..



رفقا بالقوارير

أَتَى النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ .

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ قَوْلُهُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
رواه البخاري في صحيحه من حديث انس بن مالك رضى الله عنه

شرح الحديث الشريف
قوله : ( أتى النبي صل الله عليه وسلم على بعض نسائه )
في رواية حماد بن زيد عن أيوب أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان في سفر ، وفي رواية شعبة عن ثابت عن أنس " كان في منزله فحدى الحادي "وأخرجه النسائي والإسماعيلي من طريق شعبة بلفظ " وكان معهم سائق وحاد " ولأبي داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " كان أنجشة يحدو بالنساء ، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال " وأخرجه أبو عوانة من رواية عفان عن حماد ، وفي رواية قتادة عن أنس " كان للنبي صل الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة وكان حسن الصوت وفي رواية وهيب " وأنجشة غلام النبي صل الله عليه وسلم يسوق بهن " وفي رواية حميد عن أنس ، فاشتد بهن في السياق " أخرجها أحمد عن ابن عدي عنه ، وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت " فإذا أعنقت الإبل " وهي بعين مهملة ونون وقاف أي أسرعت وزنه ومعناه ، والعنق بفتحتين قد تقدم بيانه في كتاب الحج .

قوله : ( ومعهن أم سليم )
في رواية حميد عن أنس عند الحارث " وكان يحدو بأمهات المؤمنين ونسائهم " وفي رواية وهيب عن أيوب كما سيأتي بعد عشرين بابا " كانت أم سليم في الثقل " وفي رواية سليمان التيمي عن أنس عند مسلم " كانت أم سليم مع نساء النبي صل الله عليه وسلم أخرجه من طريق يزيد بن زريع عنه ، وأخرجه النسائي من طريق زهير والرامهرمزي في " الأمثال " من طريق حماد بن مسعدة كلاهما عن سليمان فقال : " عن أنس عن أم سليم " جعله من مسند أم سليم ، والأول هو المحفوظ ، وحكى عياض أن في رواية السمرقندي في مسلم " أم سلمة " بدل أم سليم قال : وقوله في الرواية الأخرى " مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم " يقوي أنها ليست من نسائه . قلت : وتضافر الروايات على أنها أم سليم يقضي بأن قوله أم سلمة تصحيف .
قوله : ( فقال ويحك يا أنجشة )
في رواية حماد " كان في سفر له وكان غلام يحدو بهن يقال له أنجشة " وفي رواية مسلم من هذا الوجه " كان في بعض أسفاره وغلام أسود " وفي رواية للنسائي عن قتيبة عن حماد " وغلام له يقال له أنجشة " وهو بفتح الهمز وسكون النون وفتح الجيم بعدها شين معجمة ثم هاء تأنيث ، ووقع في رواية وهيب " يا أنجش " على الترخيم ، قال البلاذري : كان أنجشة حبشيا يكنى أبا مارية . وأخرج الطبراني من حديث واثلة أنه كان ممن نفاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المخنثين .
قوله : ( رويدك )
كذا للأكثر وفي رواية سليمان التيمي " رويدا " وفي رواية شعبة " أرفق " ووقع في رواية حميد " رويدك أرفق " جمع بينهما رويناه في " جزء الأنصاري " عن حميد . وأخرجه الحارث عن عبد الله بن بكر عن حميد فقال : " كذلك سوقك " وهي بمعنى كفاك . قال عياض : قوله رويدا منصوب على أنه صفة لمحذوف دل عليه اللفظ أي سق سوقا رويدا ، أو احد حدوا رويدا . أو على المصدر أي أورد رويدا مثل ارفق رفقا . أو على الحال أي سر رويدا ، أو رويدك منصوب على الإغراء ، أو مفعول بفعل مضمر أي الزم رفقك ، أو على المصدر أي أرود رويدك . وقال الراغب : رويدا من أرود يرود كأمهل يمهل وزنه ومعناه ، وهو من الرود بفتح الراء وسكون ثانيه وهو التردد في طلب الشيء برفق راد وارتاد ، والرائد طالب الكلأ ، ورادت المرأة ترود إذا مشت على هينتها . وقال الرامهرمزي : رويدا تصغير رود وهو مصدر فعل الرائد ، وهو المبعوث في طلب الشيء ، ولم يستعمل في معنى المهملة إلا مصغرا ، قال وذكر صاحب " العين " أنه إذا أريد به معنى الترويد في الوعيد لم ينون . وقال السهيلي : قوله رويدا أي ارفق ، جاء بلفظ التصغير لأن المراد التقليل أي ارفق قليلا ، وقد يكون من تصغير المرخم وهو أن يصغر الاسم بعد حرف الزوائد كما قالوا في أسود سويد فكذا في أرود رويد .
قوله : ( سوقك )
كذا للأكثر وفي رواية حميد " سيرك " وهو بالنصب على نزع الخافض أي ارفق في سوقك ، أو سقهن كسوقك . وقال القرطبي في " المفهم " : رويدا أي ارفق ، وسوقك مفعول به . ووقع في رواية مسلم " سوقا " وكذا للإسماعيلي في رواية شعبة ، وهو منصوب على الإغراء بقوله ارفق سوقا ، أو على المصدر أي سق سوقا . وقرأ شارح الحديث بخط ابن الصائغ المتأخر : رويدك إما مصدر والكاف في محل خفض ، وإما اسم فعل والكاف حرف خطاب ، وسوقك بالنصب على الوجهين والمراد به حدوك إطلاقا لاسم المسبب على السبب . وقال ابن مالك : رويدك اسم فعل بمعنى أرود أي أمهل ، والكاف المتصلة به حرف خطاب ، وفتحة داله بنائية . ولك أن تجعل رويدك مصدرا مضافا إلى الكاف ناصبها سوقك وفتحة داله على هذا إعرابية . وقال أبو البقاء : الوجه النصب برويدا والتقدير أمهل سوقك ، والكاف حرف خطاب وليست اسما ، ورويدا يتعدى إلى مفعول واحد .
قوله : ( بالقوارير )
في رواية هشام عن قتادة " رويدك سوقك ولا تكسر القوارير " وزاد حماد في روايته عن أيوب قال أبو قلابة : يعني النساء ، ففي رواية همام عن قتادة " ولا تكسر القوارير " قال قتادة : يعني ضعفة النساء والقوارير جمع قارورة وهي الزجاجة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها . وقال الرامهرمزي : كنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة ، والنساء يشبهن بالقوارير في الرقة واللطافة وضعف البنية ، وقيل : المعنى سقهن كسوقك القوارير لو كانت محمولة على الإبل ، وقال غيره : شبههن بالقوارير لسرعة انقلابهن عن الرضا ، وقلة دوامهن على الوفاء ، كالقوارير يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر ، وقد استعملت الشعراء ذلك ، قال بشار : ارفق بعمرو إذا حركت نسبته فإنه عربي من قوارير قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه : " سوقك بالقوارير " قال الداودي : هذا قاله أبو قلابة لأهل العراق لما كان عندهم من التكلف ومعارضة الحق بالباطل . وقال الكرماني : لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة أن يكون وجه الشبه جليا ، وليس بين القارورة والمرأة وجه للتشبيه من حيث ذاتهما ظاهر ، لكن الحق أنه كلام في غاية الحسن والسلامة عن العيب ؛ ولا يلزم في الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما ، بل يكفي الجلاء الحاصل من القرائن الحاصلة ، وهو هنا كذلك . قال : ويحتمل أن يكون قصد أبي قلابة أن هذه الاستعارة من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغة ، ولو صدرت من غيره ممن لا بلاغة له لعبتموها . قال وهذا هو اللائق بمنصب أبي قلابة . قلت : وليس ما قاله الداودي بعيدا ولكن المراد من كان يتنطع في العبارة ويتجنب الألفاظ التي تشتمل على شيء من الهزل . وقريب من ذلك قول شداد بن أوس الصحابي لغلامه : ائتنا بسفرة نعبث بها ، فأنكرت عليه ، أخرجه أحمد والطبراني . قال الخطابي : كان أنجشة أسود وكان في سوقه عنف ، فأمره أن يرفق بالمطايا . وقيل : كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فإن حسن الصوت يحرك من النفوس ، فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الكسر إليها . وجزم ابن بطال بالأول فقال : القوارير كناية عن النساء اللاتي كن على الإبل التي تساق حينئذ ، فأمر الحادي بالرفق في الحداء لأنه يحث الإبل حتى تسرع فإذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط ، وإذا مشت رويدا أمن على النساء السقوط ، قال : وهذا من الاستعارة البديعة ؛ لأن القوارير أسرع شيء تكسيرا ، فأفادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال ارفق بالنساء . وقال الطيبي : هي استعارة لأن المشبه به غير مذكور ، والقرينة حالية لا مقالية ، ولفظ الكسر ترشيح لها . وجزم أبو عبيد الهروي بالثاني وقال : شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهن ، والقوارير يسرع إليها الكسر ، فخشي من سماعهن النشيد الذي يحدو به أن يقع بقلوبهن منه ، فأمره بالكف ، فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في إسراع الكسر إليها . ورجح عياض هذا الثاني فقال هذا أشبه بمساق الكلام ، وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة ، وإلا فلو عبر عن السقوط بالكسر لم يعبه أحد . وجوز القرطبي في " المفهم " الأمرين فقال : شبههن بالقوارير لسرعة تأثرهن وعدم تجلدهن ، فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط أو التألم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة ، أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد . قال ابن حجر : والراجح عند البخاري الثاني ، ولذلك أدخل هذا الحديث في " باب المعاريض " ، ولو أريد المعنى الأول لم يكن في القوارير تعريض .

والله أعلم

هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!



هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!

ينعق بعض بني قومي ممن طمس الله بصائرهم ينعقون بما لا يفقهون ويهرِفون بما لا يعرفون ويُردّدون كترديد الببغاوات فيتبجّحون بملء أفواههم – فض الله أفواههم – بما ردّده أسيادهم من الغرب أو الشرق بأن الإسلام ظلم المرأة وأهانها وانتقصها

قلنا : ومتى ؟؟
قالوا : عندما قال عنها : ناقصة عقل ودين !
قلنا : كيف ؟؟
قالوا : بقوله : خُلِقت من ضِلَع !

قلنا : فض الله أفواهاً تنطق بما لا تفقه
قالوا : كعادتكم أيها المتزمّتون ... لا تجيدون سوى الدعاء على خصومكم !
قلنا : إذاً اسمعوا وعُـوا .
اسمعوا شهادة أسيادكم ، ومأوى أفئدتكم !

أيها المتعالمون :
لقد عَلِمَ الغربيون أنفسهم أن الإسـلام كـرّم المـرأة .


حتى قال أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن ) قال : إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويُشين سمعتها .

وقالت جريدة ( المونيتور ) الفرنسية :
قد أوجد الإسلام إصلاحاً عظيماً في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية ، ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية . انتهى .

غير أن الطاعنين في دين الإسلام يعتمدون في دعاواهم والحطّ من قيمة المـرأة ومكانتها في الإسلام يعتمدون على فهم قاصر لبعض الآيات أو الأحاديث التي يظنون – ظنّاً كاذباً – أن فيها انتقاصاً للمرأة ، وليس الأمر كما ظنُّوا أو توهّموا والطعن يكون إما نتيجة جهل أو تجاهل ، وكلاهما مُـرّ .


ومن الأمور التي يَعُـدّها بعضهم انتقاصاً للمرأة ، وآخرون يَظُنُّون أن فيه احتقاراً وازدراء لها ، وليس الأمر كما يظنون ، ولا هو كما يزعمون .
هو قوله عليه الصلاة والسلام عن النساء :
ناقصـات عقل ودين . كما في صحيح البخاري ومسلم .
هكذا يبترون النصوص ليستدلوا استدلالاً سقيماً !
أو استدلال بعضهم بقول النبي صل الله عليه وسلم عن المرأة :
خُلِقت من ضِلَع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه . متفق عليه .
فهذه طبيعة خِلْقَتِها ، وأصل تركيبتها ، خُلِقت لطيفـة لتتودد إلى زوجهـا ، وتحنو على أولادها ، وهي خُلِقت من ضلع ، وطبيعـة الضلع التقوّس لحماية التجويف الصدري بل لحماية ملك الأعضاء ، أعني القلب ، ثم هي ضعيفـة لا تحتمل الشدائد :
( أَوَمَن يُنَشَّؤا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )

وتلك حكمة بالغة أن جَعَلَ الله الشدّة في الرجال والرقـّة في النساء ، رقّة تُزين المرأة لا تعيبها ، فقد شبهها المعصوم صل الله عليه وسلم بشفافية الزجاج الذي يؤثـّر فيه أدنى خدش ، ويكسره السقوط ولو كان يسيراً .

أَلَمْ يقل النبي صل الله عليه وسلم لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن :
ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير .
قال أبو قلابة : فتكلّم النبي صل الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بها بعضكم لَعِبْتُمُوها عليه ، قوله : سوقك بالقوارير . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قال أنس : كان لرسول الله صل الله عليه وسلم حَادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم : رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء

فهذا من باب الوصية بالنساء لا من باب عيبهن أو تنقّصهن .

قال النووي : قال العلماء : سمّى النساء قوارير لضعف عزائمهن ، تشبيهاً بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع الانكسار إليها .

وقال الرامهرمزي : كنّي عن النساء بالقوارير لِرِقّتهن وضعفهن عن الحركـة ، والنساء يُشَبَّهْنَ بالقوارير في الرِّقّة واللطافة وضعف البنية .( نقله عنه ابن حجر في فتح الباري )

يا بني قومي ألا تفقهون ؟؟
ما بالكم تبترون النصوص وتستدلّون ببعضها دون بعض ؟؟

إن نص الحديث – كما في الصحيحين – :
استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خُلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء .
أين أنتم من هذه الوصية بالنساء ؟؟
افتتح الحديث بقوله : استوصوا بالنساء
واختتم الحديث بقوله : فاستوصوا بالنساء
فأين أنتم من هـذا ؟؟

ومن الكُتّاب من يَصِم النساء – إما نتيجة جهل أو تجاهل – بأنهن ناقصات عقل ودين على سبيل الإزراء والاحتقار ، وسمعت أحدهم يقول ذلك في مجمع فيه رجال ونساء ثم وصف النساء بضعف العقل ، وزاد الأمر سوءاً أن اعتذر عن قولـه بأن هذا هو قول الرسول صل الله عليه وسلم !


ثم أورد الحديث : ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن . رواه البخاري ومسلم .
وقد بوّب عليه الإمام النووي : باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات .

وهذا القول له جوابان أجاب بهما من لا ينطـق عن الهوى صل الله عليه وسلم :
أما الأول :
فهـو إجابته صل الله عليه وسلم على سؤال النساء حين سألنه : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟
فقال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟
قلن : بلى ، قال : فذلك نقصان مِنْ عقلها .
أليس إذا حاضت لم تُصل ولم تَصُـم ؟
قلـن : بلى .
قال : فذلك من نقصان دينها .
والحديث في الصحيحين .

فهذه العلّة التي عللّ بها رسول الله صل الله عليه وسلم نقصان الدين والعقل ، فلا يجوز العُدول عنهـا إلى غيرها ، كما لا يجوز تحميل كلامه صل الله عليه وسلم ما لا يحتمل أو تقويله ما لم يَقُـل .

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية :
فيجب أن يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمّل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يُقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان ، فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، وهو أصل كل خطأ في الفروع والأصول ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، والله المستعان .
[ وأصل الكلام لابن القيم في كتاب الروح ]

أما نقصان الدِّين ؛ فلأنها تمكث أياماً لا تصوم فيها ولا تصلّي، وهذا بالنسبة للمرأة يُعـدّ كمالاً !

كيف ذلك ؟
من المعلوم أن التي لا تحيض تكون – غالباً – عقيماً لا تحمل ولا تلد ؛ وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين .
قال ابن القيم : خروج دم الحيض من المرأة هو عين مصلحتها وكمالها ، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها . اهـ .

ثم إن نقص الدين ليس مختصا بالمرأة وحدها .
فالإيمان ينقص بالمعصية وبترك الطاعة – كما بوّب عليه الإمام النووي في ترجمة هذا الحديث –
ثم إننا لا نرى الناس يعيبون أصحاب المعاصي الذين يَعملـون على إنقاص إيمانهم – بِطَوْعِهم وإرادتهم – عن طريق زيادة معاصيهم وعن طريق التفريط في الطاعات ، ولسنا نراهم يعيبون من تعمّـد إذهاب عقله بما يُخامره من خمرةٍ وعشق ونحو ذلك فشارب الخمر – مثلا – إيمانه ناقص ، والمُسبل إزاره في إيمانه نقص ، وكذا المُدخّن ، وغيرهم من أصحاب المعاصي ؛ ومع ذلك لم نسمعهم يوماً من الأيام يقولون عن شارب الخمر : إنه ناقص دين !

بل ربما وُصِف الزاني – الذي يُسافـر إلى دول الكفـر والعهـر لأجل الزنا – بأنه بطل صاحب مغامـرات ومقامرات !!
وهذا شيءٌ يُلامون عليه ، بينما لا تُلام المـرأة على شيءٍ كَتَبَهُ الله عليها ، ولا يَـدَ لها فيه .


قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
فتأمل هذه الكلمة الجامعة وهي قوله صل الله عليه وسلم :
" الدين النصيحة " فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامّة كان ناقص الدين ، وأنت لو دُعِيْتَ : يا ناقص الدين ؛ لَغَضِبْتَ . اهـ .

وأما نقصان عقل المرأة ؛ فلأن المرأة تغلب عليها العاطفة ورقّة الطبع - الذي هو زينة لها - فشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل ، وذلك حُكم الله وعذرٌ لها .

ثم إن في هذا الحديث بيان أن المرأة ربما سَبَتْ وسَلَبَتْ عقل الرجل ، وليس أي رجل ، بل الرجل الحازم الذي يستشيره قومه في الملمات ، ويستأنسون برأيه إذا ادلهمّت الخطوب .
وكما قيل : يَصْرَعْنَ ذا اللبّ حتى لا حراك به *** وهنّ أضعف خلق الله إنسانا

وكما أن شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل فإن الرجل أحياناً يكون على أقل من النصف من شهادة المرأة ، فقد تُردّ شهادته إذا كان فاسقاً أو كان مُتّهماً في دينه .

وأما الثاني
من أجوبته عليه الصلاة والسلام
فهو قوله لعائشة - لما حاضت في طريقها للحجّ فعزّاها قائلاً - : هذا شيء كَتَبَه الله على بنات آدم .
وفي رواية : هذا أمـرٌ كَتَبَه الله على بنات آدم . رواه البخاري ومسلم .

فما حيلة المرأة في أمرٍ مكتوب عليها لا حول لها فيه ولا طول ، فلا يُعاب الرجل بأنه يأكل ويشرب ويحتاج إلى قضاء الحاجة ، وقد عاب المشركون رسل الله بأنهم بَشَرٌ يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق . تأمّل ما حكاه الله عنهم بقوله :
( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ )

فَردّ عليهم رب العـزة بقوله :
( وَماأَرْسَلْنَاقَبْلَكَمِنَالْمُرْسَلِينَ إِلاَّإِنَّهُمْلَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَفِيالأَسْوَاقِ ) [الفرقان:20] .
وقال سبحانه وتعالى عن رسله:
( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )

وكان أبلغ ردّ على من زعموا ألوهية عيسى أن أثبت الله أنـه يأكل الطعام ، وبالتالي يحتاج إلى ما يحتاجـه سائر البشـر ، قال تبارك وتعـالى :
( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) [المائدة:75] .

أخلُص من هذا كلِّه إلى أن المرأة لا تُعـاب بشيء لا يَـدَ لها فيه ، بل هو أمـرٌ مكتوب عليها وعلى بنات جنسها ، أمـرٌ قد فُـرِغ منه ، وكما لا يُعاب الطويل بطوله ، ولا القصير بِقِصَرِه ، إذ أن الكل من خلق الله ومسبّة الخِلقة من مَسَبَّة الخالق ، فلا يستطيع أحد أن يكون كما يريد إلا في الأشياء المكتسبة ، وذلك بتوفيق الله وحده .

إذا تأملت هذا ، وتأملت ما سبق من أقوال أهل العلم حول هذه المسألة ، فإني أدعوك لتقف مرة أخرى على شيء من أقوال أهل هذا العصر من الغربيين وغيرهم .

وأذكّرك – أخيراً – بأن رقّة المرأة وأنوثتها ولُطفها وشفافية معدنها يُكسبها جمالاً وأنوثة تزينها ولا تعيبها

قال جول سيمون : يجب أن تبقى المرأة امرأة فإنها بهذه الصفة تستطيع أن تجد سعادتها ، وأن تهبها لسواها .اهـ .
ومعنى أن تبقى المـرأة امرأة ، أن تبقى كما خلقها الله ، ولأجل المهمة التي وُجِدت من أجلها .
ويعني أيضا أن لا تتدرج المرأة في أعمال الرجل ، فإنها بذلك تفقد أنوثتها ورقّتها التي هي زينة لها .

ولذا لما أُجريَ استفتاء في إنجلترا عن المرأة العاملة كان من نتائجه :
أن الفتاة الهادئة هي الأكثر أنوثة ، لأنها تُوحي بالضعف ، والضعف هو الأنوثة !
أن الأنوثة لا يتمتّع بها إلا المرأة التي تقعد في بيتها .
فقولهم : الضعف هو الأنوثة .
هذا لا يُعدّ انتقاصاً لأنه ... made in England !!!
لأنه نتاج بريطاني !!
أمَا لو قال هذا الكلمة رجل مسلم أو داعيـة مصلح ، لعُـدّ هذا تجنّياً على المرأة وانتقاصاً لها ، فإلى الله المشتكى .

وختاماً :
لا بد أن يُعلم أنه لا يجوز أن يُطلق هذا اللفظ على إطلاقه أعني قول بعضهم : المرأة ناقصة عقل ودين .
هكذا على إطلاقه .
إذ أن هذا القول مرتبط بخلفية المتكلّم الذي ينتقص المرأة بهذا القول ، ويتعالى عليها بمقالته تلك .
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم : إنما النساء شقائق الرجال . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث حسن .

كما أنه لا يجوز لإنسان أن يقرأ ( ولا تقربوا الصلاة ) ويسكت
أو يقرأ ( ويل للمصلين ) ويسكت !
فلا يجوز أن يُطلق هذا القول على عواهنه إذ قد بيّن النبي صل الله عليه وسلم سبب قوله ، فلا يُعدل عن بيانه صل الله عليه وسلم إلى فهم غيره .

عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم

ناقصات عقل ودين



هل المرأة ناقصة عقل ودين ؟

السؤال : دائماً نسمع الحديث الشريف (النساء ناقصات عقل ودين) ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة . نرجو توضيح معنى الحديث ؟

الجواب الحمد لله
معنى حديث رسول الله صل الله عليه وسلم : (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ، قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا)

بَيَّن صل الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها ، وأن شهادتها تُجْبَر بشهادة امرأة أخرى ، وذلك لضبط الشهادة ، بسبب أنها قد تنسى ، فتزيد في الشهادة أو تنقصها ، كما قال سبحانه : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) البقرة/282 .

وأما نقصان دينها فلأنها في حالة الحيض والنفاس تدع الصلاة ، تدع الصوم ، ولا تقضي الصلاة ، فهذا من نقصان الدين ، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه ، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل ، هو الذي شرعه عز وجل رفقاً بها ، وتيسيراً عليها ؛ لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك ، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس ، والقضاء بعد ذلك .

وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة ، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ، ثم شرع لها أنها لا تقضي ، لأن في القضاء مشقة كبيرة ، لأن الصلاة تتكرر في اليوم خمس مرات ، والحيض قد تكثر أيامه ، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر ، والنفاس قد يبلغ أربعين يوماً ، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء ، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ، ونقص دينها في كل شيء ، وإنما بَيَّن الرسولُ صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة ، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس ، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجل في كل شيء ، وأن الرجل أفضل منها في كل شيء .

نعم ، جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة ، لأسباب كثيرة ، كما قال الله سبحانه وتعالى :
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء/34
لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة ، فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها ، وإنما ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صل الله عليه وسلم .

وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح ، وفي تقواها لله عز وجل ، وفي منزلتها في الآخرة ، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها ، وتجتهد في حفظها وضبطها فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة ، وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صل الله عليه وسلم ، وبعد ذلك .

وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية ، وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى ، ولا يمنع أيضاً تقواها لله ، وكونها من خيرة عباد الله ، ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها ، وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء ، وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء ، فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله ، ومن جهة قيامها بأمره ، ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور ، فهو نقص خاص في العقل والدين ، كما بَيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما ضعف خاص بدينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك ، فينبغي إنصافها ، وحمل كلام النبي صل الله عليه وسلم ، على خير المحامل وأحسنها . والله تعالى أعلم" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .



ناقصات عقل ودين
بقلم : بسمة عبد الباسط
" ناقصات عقل و دين "
جملة يقولها كل الرجال تجاه مواقف معينة تقوم بها النساء ، جملة تقلب كل الأمور وتثور لها الأذان عند سماعها ، فعند سماع أية امرأة هذه الكلمة ، تشتعل غيظًا بسبب عدم فهم الرجال لها .

دخلت معه في حوار عقيم ، ولكي يثبت لها قلة عقلها ، قال لها هذه الجملة : " صحيح ناقصات عقل ودين " .. كادت أن تجن ، وأنهت معه المكالمة بعد سماع هذه الجملة ، ودار في عقلها المفهوم الغريب الذي يفهمه الرجال .

فنجد أن للرجال مفهومهم الخاص في تفسير الأشياء حسب أهوائهم ، مع أن معنى الجملة مفهوم وواضح للكل ، ولا يحتاج لتعريف . ولكن سأبدا بتعريفه كما وضحه الدين ، فمعنى ناقصات عقل أن المرأة كثيرًا ما تغلبها عاطفتها ، وتتغلب على عقلها ، لذلك جاءت من هنا كلمة ناقصات عقل ، وناقصات دين يرجع إلى أنها في أيام معينة من كل شهر تمتنع عن الصلاة والصوم ، بسبب شيء فطري وطبيعي في المرأة خلقها الله به ، ولذلك جاءت من هنا كلمة ناقصات دين .

ولكن ليس معنى ناقصات عقل أن بها شيء من الجنون ، أو أي شيء شبيه بهذه الكلمة ، وليس معناها أنها بدون وعي ولا إدراك ، وليس معنى ناقصات دين أنها كافرة أو غير متدينة . ولكن للأسف هذا المعنى يفهمه كل الرجال ، ويستخدمونه لاستفزاز أي امرأة في طريقهم وحياتهم ، وهم للأسف لا يعلمون ما تأثير فهمهم الخطأ للكلمة على النساء ، فهو كفيل بتدمير نفسية أية امرأة على وجه الأرض .

ويذكرني هذا المفهوم بفهم الرجال الخاطئ أيضًا لكلمة ( قوامون على النساء ) ، فكثير من الرجال يفسرون الكلام على أهوائهم ، وتبعًا لمصالحهم .

هل ينكر أي شخص أن المرأة بداخلها عقل تستطيع به أن تدير أسرة بأكلمها - بل عائلة كاملة ؟ وغالبًا ما نرى أن الرجل عند الكلام عن أية امرأة يستبعد أمه ، بمعنى أنه يرى أن أمه ليس لها مثيل ، ولكن باقي النساء مثل بعضهن سواء كانت زوجته أو أخته أو ابنته .

أعتقد أن هذا تناقض كبير ، وأكبر دليل على تخبط الرجال في فهم المرأة ، فنجد الرجل يصف والدته بأحسن الصفات ، ويرى أنها كل شيء ، ولكن عند أية امرأة أخرى تكون عكس ذلك ، مع أن أخته أو زوجته أو ابنته أو زميلته في العمل في يوم من الأيام سوف تصبح أمًا ، وسوف يراها أبناؤها كل شيء ، فالمرأة هي المرأة وتكون بها كل صفات الأم منذ طفولتها ، ولكن للأسف يحاول رجال كثيرون تشوية معانٍ جميلة موجودة داخل المرأة ، بسبب فهمهم الخاطئ ، وأيضًا تصريحهم بهذا المفهوم لأية سيدة .

تعالوا نقترب أكثر من النساء ، ونعرف شعورهن تجاه سماع هذه الكلمة :
تقول بدرية طه 24 سنة :" ببص له مستنكرة وبحس بجهله قوي " .

لبنى غانم 19 سنة : " بقول عليه مش فاهم ، ولو كانت النساء ناقصات عقل ودين ما كانتش السيدة عائشة تفسر القرآن ولا الناس تاخد برأيها " .

نورا سعيد 20 سنة : " أنا عرفت أصلاً إن الجملة دي معناها والسياق اللي اتقالت فيه غير ما الناس فاكراها ، بس الصراحة مش فاكرة إيه بالظبط ، بس لما بسمع حد بيقول كدة بضايق طبعًا ؛ لأن الناس بقت تستخدم الدين في حاجات غلط وفهم غلط " .

ثريا 26 سنة : " أولا أنا متفقة تمامًا إننا ناقصات عقل ودين ، بمعنى ظروفنا كسيدات تمنعنا من بعض الواجبات الدينية ، لكننا لا نقل عن الرجال في شيء ، وقد أشاد الرسول الكريم بالمرأة حين قال : " خذوا نصف حكمتي عن هذه الحميراء - قاصدًا السيدة عائشة " ولكن بصراحة أنا بسمع الكلمة دي من بعض المستخفين مبهتمش بيها ، لأن الإنسان الواثق بنفسه ميهموش إن الكلاب تعوي والقافلة تسير . الست لما تثبت نفسها في بيتها وفي شغلها وتتفوق محدش يقدر يقول عليها نص كلمة " .

أعتقد أن النتيجة واضحة ، وأعتقد أني لو سألت مليون سيدة عن شعورهن عند سماع هذه الكلمة ، لكانت إجاباتهن مثل الإجابات السابقة .

تبقى نقطة أخرى ، وهي عدم معرفة الناس هل كلمة ( ناقصات عقل ودين ) مقولة اخترعها الناس ، أم هي آية في القرآن أم حديث شريف ؟

الإجابة هي أنها حديث شريف . روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : " يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار ، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار .

فقالت امرأة منهن جَزْلة : وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال : تُكْثِرْنَ اللَّعن ، وتَكْفُرْنَ العشير ، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن .

قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل ، فهذا نقصان العقل ، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي ، وتُفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين .

ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار ، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج .

وهذا الحديث لا يمكن فهمه بمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمن نصاب الشهادة ، وذلك في قوله تعالى : " واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم ، فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء ، أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى البقرة 282 .

أعتقد أن الأمر أصبح واضحًا ، ولو رأينا في الحديث سوف نجد ( فقالت امرأة منهن جزلة ) ، ومعنى جزلة أي ذات العقل والرأي والوقار ، فالحديث أيضًا أوضح للناس أنه توجد نساء ذات عقل ورأي ووقار ، ولم ينكر على المرأة هذا الشيء ، فلماذا ننكره نحن ؟

في النهاية المفهوم الخطأ لهذه الكلمة تمتد آثاره للمدى البعيد ، بمعنى أنه عندما يوجد رجل يفهم معنى الكلمة بالطريقة الخطأ ، ويتصرف تصرفات بناءً على هذا المفهوم ، فإن الآثار تمتد لأبنائه سواء كانوا بنات أو أولاد ، فلن يقتصر التأثير السيء على المرأة فقط ، ولكنه سيمتد ويحفظ في ذاكرة الأطفال ، وتظهر نتائجه عند الكبر عندما يكبر الأطفال وخصوصًا الذكور ، فنجدهم يفعلون كل شيء محفوظ في عقولهم مما رأوه وهم صغار ، وللأسف كثيرًا ما تكون الآثار أقوى وأبشع مما رأوه وهم صغار .

فمتى نتخلص من الفهم الخاطئ لكلمات الدين وتفسيرها حسب آهوائنا ؟

ومتى نتخلص من استخدام المصطلحات والكلمات في استفزاز كل من حولنا ؟

ومتى نصل إلى فهم كل شيء على حقيقته ؟

أسئلة تحتاج لإجابات .. فهل من مجيب ؟

طهارة النساء من الجنابة والحيض




طهارة النساء من الجنابة والحيض

طريقة الغسل من الجنابه للرجل نفس طريقة الغسل من الحيض (الدوره الشهريه) للمرأه

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

للغسل من الجنابة كيفيتان : واجبة ، ومستحبة
أما الواجبة :فهي تعميم جميع الجسم بالغسل بمعنى أن يغسل جميع جسمه بالماء على أي كيفيةٍ كانت ، ومنها : لو نوى وانغمس في بركة أو في ساقى يمشي انغمس كله حتى عم الماء جميع بدنه فإنه بذلك يكون قد تطهر من الجنابة

والكيفية الثانية المستحبة وهي كالآتي :
أولاً : يغسل يديه أي كفيه ثلاث مرات

ثانياً : يغسل فرجه وما تلوث به من أثر الجنابة

ثالثاً : يتوضأ وضوءه للصلاة أي يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه وذراعيه ويمسح رأسه وأذنيه ويغسل رجليه

رابعاً :يغسل رأسه فإذا ظن أنه أروى بشرته(يروى بشرة رأسه بالماء)أفاض عليه ثلاث مرات ولا بد أن يصل الماء إلى أصول الشعر

خامساً :يغسل بقية جسمه بالماء مرةً واحدة

فهذه الكيفية المشروعة كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها في صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة
وإن اغتسل على ما جاء في حديث ميمونة رضي الله عنها فلا حرج وهو قريبٌ من هذه الصفة إلا أنه يختلف بأنه لا يغسل رجليه إذا توضأ في أول الأمر وإنما يؤخر غسلها حتى ينتهي من الغسل ويغسلها بعد ذلك كما فعل الرسول صل الله عليه وسلم
موقع الفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز


أولاً: المرأة تستنجي من حيضها ونفاسها، ويستنجي الرجل الجنب والمرأة الجنب، ويغسل كل منهما ما حول الفرج من آثار الدم أو غيره، ثم يتوضأ كل منهما وضوءه للصلاة الحائض، والنفساء، والجنب، يتوضأ وضوء الصلاة، ثم بعد ذلك يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات، ثم على بدنه على الشق الأيمن، ثم الأيسر، ثم يكمل الغسل، هذه هي السنة، وهذا هو الأفضل.

وإن صب الماء على بدنه مرة واحدة كفى وأجزأ ذلك في الغسل من الجنابة والحيض والنفاس.
ويستحب للمرأة في غسل الحيض والنفاس أن تغتسل بماء وسدر، هذا هو الأفضل.

أما الجنب فلا يحتاج للسدر، والماء يكفي، سواء كان اغتساله من الصنبور أو من الدش، أو بالغرف من الحوض، أو من إناء، أو غير ذلك، كله جائز والحمد لله.
موقع الفتوى

كيفية غسل المرأة من الجنابة والحيض
السؤال: هل هناك فرق بين غسل الرجل والمرأة من الجنابة ؟ وهل تنقض المرأة شعرها أو يكفيها أن تحثو عليه ثلاث حثيات من الماء للحديث . وما الفرق بين غسل الجنابة والحيض ؟

لا فرق بين غسل الرجل والمرأة في صفة الغسل من الجنابة ، ولا ينقض كل منهما شعره للغسل ، بل يكفي أن يحثي على رأسه ثلاث حثيات من الماء ، ثم يفيض الماء على سائر جسده لحديث أم سلمة رضي الله عنها ، أنها قالت للنبي صل الله عليه وسلم :
إني امرأة أشد ظفر رأسي أفأنقضه للجنابة ؟ قال : " لا ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ، ثم تفيضي عليك الماء، فتطهرين " رواه مسلم ، فإن كان على رأس الرجل أو المرأة من السدر أو الخضاب أو نحوهما مما يمنع وصول الماء إلى البشرة وجب إزالته ، وإن كان خفيفا لا يمنع وصوله إليها لم تجب إزالته .
أما اغتسال المرأة من الحيض فقد اختُلف في وجوب نقضها شعرها للغسل منه ، والصحيح أنه لا يجب عليها نقضه لذلك ، لما ورد في بعض روايات أم سلمة عند مسلم أنها قالت للنبي صل الله عليه وسلم :
( إني امرأة أشد ظفر رأسي أفأنقضه للحيضة وللجنابة ؟ قال : " لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضي عليك الماء فتطهرين " . فهذه الرواية نص في عدم وجوب نقض الشعر للغسل من الحيض ومن الجنابة، لكن الأصل أن تنقض شعرها في الغسل من الحيض احتياطا وخروجا من الخلاف وجمعا بين الأدلة .

ما حكم مسح المرأة على لفة الرأس ؟
الجواب : يجوز أن تمسح المرأة على رأسها سواء كان ملفوفا أو نازلا ولكن لا تلف شعر رأسها فوق وتبقيه على الهامة لأني أخشى أن يكون داخلا في قول النبي صل الله عليه وسلم : ( ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . الشيخ محمد بن صالح العثيمين - فتاوى المرأة المسلمة-

س : ما معنى الجنابة ؟ ومتى يغتسل الرجل من الجنابة؟
الجواب : الجنابة وصف للرجل والمرأة إذا حصل منهما جماع أو نزول المني بشهوة ولو من غير جماع . والواجب عليهما بذلك : الغسل ، كما قال الله عز وجل :
وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا الآية من سورة المائدة ، وقال تعالى في سورة النساء : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا الآية
وقال النبي صل الله عليه وسلم : إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل - وإن لم ينزل متفق على صحته ، واللفظ لمسلم .
وسألت أم سليم الأنصارية رضي الله عنها فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال نعم إذا هي رأت الماء متفق على صحته . والأحاديث في ذلك كثيرة

س : امرأة تسأل عن كيفية الغسل من الحيض ومن الجنابة بواسطة وسائل الغسل الحديثة ، كالدش والصنبور وغيره

ج : أولا : المرأة تستنجي من حيضها ونفاسها ، ويستنجي الرجل الجنب والمرأة الجنب ، ويغسل كل منهما ما حول الفرج من آثار الدم أو غيره ، ثم يتوضأ كل منهما وضوءه للصلاة : الحائض ، والنفساء ، والجنب ، يتوضأ وضوء الصلاة ، ثم بعد ذلك يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات ، ثم على بدنه على الشق الأيمن ، ثم الأيسر ، ثم يكمل الغسل ، هذه هي السنة ، وهذا هو الأفضل .

وإن صب الماء على بدنه مرة واحدة كفى وأجزأ ذلك في الغسل من الجنابة والحيض والنفاس .

س :إذا اغتسلت من الجنابة وانتهيت يخرج مني شيء من المني ، هل يجب علي إعادة الغسل؟
ج : لا يجب عليك إعادة الغسل ما دام حصل الغسل ، فهذا المني لا قيمة له؛ لأنه خرج بدون شهوة ، وحكمه حكم البول يوجب الاستنجاء والوضوء ، أما الغسل الواجب فقد أديته ، وهكذا الرجل لو اغتسل ثم خرج منه مني بعد ذلك ، فهذا كالبول لا يوجب الغسل ما دام ناشئا عن الجماع السابق .

أما إن خرج عن شهوة جديدة بسبب ملامسة أو تقبيل ، أو نحو ذلك من أسباب إثارة الشهوة ، فهذا مني جديد يوجب الغسل.

س:هل هناك فرق بين غسل الرجل والمرأة من الجنابة ؟ وهل تنقض المرأة شعرها أو يكفيها أن يحثى عليه ثلاث حثيات؟
لا فرق بين الرجل والمرأة في صفة الغسل من الجنابة ، ولا ينقض كل منهما شعره للغسل ، بل يكتفي أن يحثي على رأسه ثلاث حثيات من الماء ، ثم يفيض الماء على سائر جسده لحديث أم سلمة رضي الله عنها ، أنها قالت للنبي صل الله عليه وسلم : إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه للجنابة ؟ قال : ( لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ، ثم تفيضي عليك الماء ، فتطهرين ) رواه مسلم

فإن كان على رأس الرجل أو المرأة من السدر أو الخضاب أو نحوهما ما يمنع وصول الماء إلى البشرة وجب إزالته ،وإن كان خفيفاً لا يمنع وصوله إليها فلا تجب إزالته.

أما اغتسال المرأة من الحيض فقد اختلف في وجوب نقضها شعرها للغسل منه ، والصحيح أنها لا يجب عليها نقضه لذلك ، لما ورد في بعض روايات حديث أم سلمة عند مسلم أنها قالت للنبي صل الله عليه وسلم ( إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه للحيضة وللجنابة ) ، قال :
( لا ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ، ثم تفيضي عليك الماء فتطهرين ) ، فهذه الرواية نص في عدم وجوب نقض الشعر من الحيض ومن الجنابة ، لكن الأصل أن تنقض شعرها في الغسل من الحيض احتياطاً وخروجاً من الخلاف وجمعاً بين الأدلة.

س : غياب الحشفة بدون لذة بوجب الغسل أم لا ؟
نعم يوجب الغسل على الرجل والمرأة ، للأدلة الواردة في ذلك ، ومنها ما رواه أحمد ومسلم والترمذي ، عن عائشة رضي عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان ، فقد وجب الغسل )
ولما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال :
( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها ، فقد و جب الغسل ) ، زاد مسلم : ( وإن لم ينزل ) .

س:ما حكم نقض الرأس في غسل الحيض
الجواب : الراجح في الدليل عدم وجوب نقضه في المحيض كعدم وجوبه في الجنابة ، إلا أنه في الحيض مشروع للأدلة ، والأمر فيه ليس للوجوب بدليل حديث أم سلمة رضي الله عنها :" إني امرأة أشد رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة " ، وفي رواية والحيضة فقال : ( لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ) رواه مسلم وهذا اختيار صاحب الإنصاف والزركشي ، وأما الجنابة فليس مندوباً في حقها النقض ، وكان يراه عبد الله بن عمرو وكانت عائشة تقول : " أفلات آمرهن أن يحلقنه " الحاصل أنه ليس مشروعاً في الجنابة وهو متأكد في المحيض وتأكده يختلف قوة وضعفاً بحسب بعده عن النقض وقربه .

س:هل على المرأة غسل إذا نزلت بشهوة

الجواب إذا خرج المني من المرأة بلذة وجب عليها الغسل .

س:هل يجزئ الغسل من الجنابة عن غسل الجمعة وعن غسل الحيض والنفاس؟
الجواب من وجب عليه غسل فأكثر كفاه غسل واحد عن الجميع إذا نوى به رفع موجبات الغسل ونوى استباحة الصلاة ونحوها كالطواف لقول النبي صل الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه .
ولأن المقصود بغسل يوم الجمعة يحصل بالغسل عن الجنابة إذا وقع في يومها .

س:هل يجوز غسل الجنابة إلى طلوع الشمس الفجر وهل يجوز للنساء تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر؟
الجواب : إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ولا مانع من تأخيرها الغسل إلى بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي قبل طلوع الشمس ، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة .

س : هل خروج المذي يوجب الغسل؟
الجواب خروج المذي لا يوجب الغسل ، ولكن يوجب الوضوء بعد غسل الذكر والأنثيين إذا أراد أن يصلي أو يطوف أو يمس المصحف؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم لما سئل عنه قال فيه الوضوء وأمر من أصابه المذي أن يغسل ذكره وأنثييه .
وإنما الذي يوجب الغسل هو المني ، إذا خرج دفقا بلذة ، أو رأى أثره بعد اليقظة من نومه ليلا أو نهارا .

س:هل يجوز للزوج والزوجة أن يستحما معا وينظر كل منهما إلى عورة الآخر ؟
قال لي أحدهم انه وقت الجماع يجب أن تغلق الأنوار ولا يجوز أن تنظر إلى عورة امرأتك أفيدونا مشكورين.
الجواب يجوز للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته دون تفصيل لقوله تعالى :
( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )

س : هل يجوز للمرأة أن تغسل زوجها بعد وفاته ، وكذلك هل يجوز للرجل أن يغسل زوجته بعد وفاتها؟
الجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أنه لا حرج على الزوجة أن تغسل زوجها وأن تنظر إليه ، ولا حرج على الزوج أن يغسلها وينظر إليها ، وقد غسلت أسماء بنت عميس رضي الله عنها زوجها أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، وأوصت فاطمة رضي الله عنها أن يغسلها علي رضي الله عنه.

س: هل الأولى بتغسيل الرجل زوجته أو الرجال؟
الجواب : تغسيل المرأة زوجها أمر لا بأس به إذا كانت خبيرة بذلك ، وقد غسل علي رضي الله عنه زوجته فاطمة رضي الله عنها ، وغسلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق رضي الله عنه।.


السبت، 14 أغسطس 2010

روابط ماتم نشرة والحمد لله عن اضرار النمص والتشقير

روابط ماتم نشرة والحمد لله عن اضرار النمص والتشقير

اخواتي بناتي ..
كل عام وانتن بكل خير وسعادة وصحة وعافية آمين
وبمناسبة شهر رمضان المبارك وقلة ذهابكن الي الماشطة والحفافة ..
اتمني ان تطلعوا علي هذه المعلومات المفيدة ..
وننتهز هذا الشهر ولا ننتف حواجبنا حتي تعود لطبيعتها وستجدين انك اجمل من الاول ان شاء الله ..

الزينة والمكياج من منظور طبي

http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_14.html

ثبت طبيّاً أضرار النمص
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_9999.html

خطورة النمص على الصحة
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_4840.html

لماذا حرم الله نتف الحاجب
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_9022.html

النمص أحكام وحكم وفتاوى
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_8139.html

وقفات.. قبل أن تقدمي على النمص!
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_8340.html

طريقه جديدة وسهلة جدا لحف ونتف الحواجب
http://nsaayat.blogspot.com/2010/08/blog-post_4415.html

طريقه جديدة وسهلة جدا لحف ونتف الحواجب


طريقه جديدة وسهلة جدا لحف ونتف الحواجب

فإنه مع طغيان موجة الموضة والأزياء، وانتشار عدواها في سائر الأرجاء، أصبح النساء مولعات بأضوائها، ملازمات لإنتاجها، متابعات لقواعدها.. حتى ولو كانت مخالفة للنصوص الشرعية.

ومن المخالفات التي يقع فيها بعض النساء في هذا الخصوص: النمص.

أختي المسلمة: ونحن في هذه السطور نبين لك خطورة هذه المخالفة على دينك ودنياك، وما لها تأثير سلبي على إيمانك وشخصيتك وصحتك. فما هو النمص؟ وما حكمه في الشرع؟ وهل له تأثير على الصحة؟

فالنمص: هو نتف شعر الوجه، وهو وإن كان يطلق في الغالب على نتف شعر الوجه عامة إلا أنه يغلب على القصد منه نتف شعر الحاجب لغلبة فعله. لذلك إذا قيل: النمص، فالغالب أن يقصد به القص من شعر الحواجب أو نتفها أو التخفيف منها أو الحلق منها.

حكمه الشرعي: لقد وردت نصوص كثيرة تدل على تحريمه تحريماً بيّناً، فمن ذلك:

قول الله جلَّ وعلا: إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإن يَدعُونَ إِلا شَيطَاناً مَّرِيداً (117) لَّعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لأُتَّخِذَنَّ مِن عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفرُوضاً (118) وَلأُضِلَّنَّهُم وَلأُمَنِّيَنَّهُم ولآمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللهِ فَقَد خَسِر خُسرَاناً مُّبِيناً (119) يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيَطانُ إِلا غُرُوراً (120) أُوْلَئِكَ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنهَا مَحِيصاً [النساء:117-121].

ووجه الدلالة من الآية أن الشيطان عدو لله قد أخذ على نفسه عهداً بإضلال الناس عن الهدي ومن بين أعماله في ذلك أن يأمرهم بتغيير خلق الله، لآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرنَّ خَلقَ اللهِ ، والنمص فيه تغيير للخلقة الأصلية لأن الوجه ومنه الحواجب قد خلقه الله جلَّ وعلا في أحسن تقويم، كما قال تعالى: لَقَد خَلَقنَا الإِنسَان فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ [التين:4]، والنامصة حينما تقوم بحف حواجبها أو قصها أو نتفها أو نتف شعر وجهها فهي بذلك تقع في مصايد الشيطان، ومكايده وتكون من المغيرات خلق الله.

وفي الحديث عن ابن مسعود قال:
{ لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله }، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: ( إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ) فقال: ( ومالي لا ألعن ما لعن رسول الله وهو في كتاب الله؟ ) فقالت: ( لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول! )
فقال: ( لو كنت قرأتيه لوجدتيه، أما قرأت: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ [الحشر:7] )، قالت: ( بلى )، قال: ( فإنه قد نهى عنه )، قالت: ( فإني أرى أهلك يفعلونه! ) قال: ( فاذهبي فانظري ) فذهبت فنظرت فلم تر في حاجبها شيئاً، قال: ( لو كانت كذلك ما جامعتها ) [رواه البخاري ومسلم].

ففي هذا الحديث وعيد شديد لكل متنمصة أو نامصة، ألا وهو اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله.

أختي المسلمة: فانظري أي جناية تجنيها على نفسها من تقدم على هذه المخالفة.. إذ يكلفها نزع شعيرات من هنا أو هناك في وجهها.. يكلفها ذلك حرماناً من رحمة الله سبحانه.. ومن حرم الرحمة أدركه - ولابد الشقاء - وتحريم النمص هو الذي عليه العلماء.

قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي أنه لعن النامصة والمتنمصة، وقد بيَّن أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص ) [فتاوى المرأة:167].

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ( التجميل ينقسم إلى قسمين: أحدهما ثابت دائم، مثل: الوشر والوشم، النمص.. فهو محرم بل من كبائر الذنوب لأن النبي لعن فاعله.

الثاني: ما كان على وجه لا يدوم، فإنه لا بأس به مثل التجميل بالكحل والورس لكن بشرط أن لايؤدي هذا إلى محظور شرعاً مثل أن يكون فيه تشبه بالنساء الكافرات، أو أن يكون ذلك من باب التبرج.. فإن هذا يكون محرماً لغيره لا لذاته ) [زينة المرأة بين الطب والشرع:42 ].

وقال العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين: ( لا يجوز القص من شعر الحواجب ولا حلقه ولا التخفيف منه، ولا نتفه، ولو رضي الزوج، فليس فيه جمال، بل تغيير لخلق الله وهو أحسن الخالقين، وقد ورد وعيد في ذلك، ولعن من فعله، وذلك يقتضي التحريم )[فتاوى المرأة:170].

وقفات.. قبل أن تقدمي على النمص


وقفات.. قبل أن تقدمي على النمص!
د.أحمد بن محمد الخليل
لقد ظهرت في وقتنا المعاصر أدوات وطرق كثيرة، اتخذتها النساء للتجمل والتزين، ومن أشهر ما تفعله النساء للتجمل ما يعرف بـ(التشقير)، وقد أحببت أن أكتب هذه الورقات في حكمه، والله _سبحانه_ أسأل التوفيق والسداد.
والكلام في حكم التشقير يستدعي التقديم ببعض مسائل النمص كما يلي :

المسألة الأولى: ما النمص، وما حكمه؟
النمص لغة:
قال ابن فارس:"نمص:النون والميم والصاد أصيل يدل على رقة الشعر، أو نتف له".
قال ابن الأثير في النهاية:"النامصة هي التي تنتف الشعر من وجهها".
قال الزمخشري :"النمص نتف الشعر"
قال الخليل:"النمص رقة الشعر حتى تراه كالزغب،.... وامرأة نمصاء وهي تتنمص أي: تأمر نامصة، فتنمص شعر وجهها نمصاً، أي: تأخذه عنها بخيط فتنتفه "
قال ابن منظور:"النمص رقة الشعر، ودقته، حتى تراه كالزغب، ....تنمصت المرأة: أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه....قال الفراء: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه"

وفي المعجم الوسيط :" انتمصت المرأة: أمرت النامصة أن تنتف شعر وجهها ونتفت شعر وجهها.تنمصت المرأة: نتفت شعر جبينها بخيط...أنمص الحاجبين: دقيق مؤخرهما مما يلي العذار"

وفي تاج العروس : "أنمص الحاجب، وربما كان أنمص الجبين، إذا رق مؤخرهما، كما في "الأساس"
وقيل: امرأة نمصاء تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا أي تأخذه عنه بخيط"

وفي تهذيب اللغة : "قال الليث: النمص دقة الشعر، ورقته، حتى تراه كالزغب، ورجل أنمص الرأس أنمص الحاجب، وربما كان أنمص الجبين، وامرأة نمصاء تتنمص أي تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا، أي تأخذه عنها بخيط"

ويتلخص مما تقدم عن أهل اللغة ما يلي:
1ـ جميع الذين ذكروا متعلق النمص ذكروا أنه شعر الوجه، وبعضهم أضاف الجبين، أو الحاجب.
فالنمص هو نتف شعر الوجه، أو الجبين، أو الحاجب.

2ـ النمص في اللغة: دقة شعر، أو نتف له، أي أن رقة الشعر من معاني النمص الأصلية، وليس فقط نتف الشعر.

3ـ الغرض من النمص: رقة الشعر، ودقته.

تعريفه اصطلاحاً: اختلف الفقهاء في تعريف النمص على قولين:
القول الأول:
أن النمص هو إزالة شعر الوجه، ولم يقصره هؤلاء على إزالة شعر الحاجب، وهو قول جمهور أهل العلم، فهو مذهب الأحناف، وقول للمالكية، ومذهب الشافعية، ومذهب الحنابلة، والظاهرية، وهو قول القرطبي في تفسيره، وابن حجر الهيثمي، وعلي القاري، والشوكاني، وصديق خان، وغيرهم .

قال القرطبي:"والمتنمصات جمع متنمصة، وهي التي تقلع الشعر من وجهها بالمنماص، وهو الذي يقلع الشعر".

وفي شرح مسلم للنووي: " وأما النامصة بالصاد المهملة، فهي التي تزيل الشعر من الوجه".

ودليل هؤلاء : أن النمص جاء تحريمه في السنة، ولم يأت عنه _صلى الله عليه وسلم_ حد لهذا النمص المحرم، فوجب أن نرجع في تحديد مدلوله إلى اللغة، وتقدم أن النمص في لغة العرب يشمل الوجه عند جميع أهل اللغة الذين وقفت على كلامهم، إلا صاحب المحكم كما سبق.

وإذا كان النمص في لغة العرب إزالة الشعر من الوجه؛ فإن تخصيصه بالجبين فقط تحكم بلا دليل، وتخصيص بلا مخصص، ومعلوم أن قصر الدليل على بعض مدلوله بلا حجة لا يجوز .

القول الثاني: أن النمص هو إزالة شعر الحاجب، وهو قول للأحناف، والمالكية، والشافعية، وقول أبي داود في سننه.

قال أبو داود في "السنن" : "النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه".
وقال النووي : "النامصة التي تأخذ من شعر الحاجب".

ولم أقف على دليل لهؤلاء، يدل على تخصيص النمص بإزالة شعر الحاجب فقط.
الترجيح : ما ذكره أبوداود، والنووي، مخالف للمعنى اللغوي، ولجمهور الفقهاء، وهو تخصيص بلا دليل.

على أن النووي قد لا يريد قصر المعنى على الوجه بدليل قوله في شرح مسلم:" وأما النامصة بالصاد المهملة فهي التي تزيل الشعر من الوجه".

وقال ابن حجر الهيثمي:"النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه، كذا قال أبو داود والأشهر، ما قاله الخطابي، وغيره، أنه من النمص، وهو نتف شعر الوجه".

وفي حاشية العدوي: "وما ذكرناه من تفسير النامصة عن أبي داود، وقد قال بعض شراح المصنف:
وفسرها عياض، ومن وافقه، بأنها التي تنتف الشعر من الوجه، والأول يقضي جواز نتف شعر ما عدا الحاجبين من الوجه، وتفسير عياض يقتضي خلاف ذلك".

وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى تضعيف القول بقصر النمص على شعر الحاجب
قال الحافظ : "النماص: إزالة شعر الوجه بالمنقاش،....
ويقال: إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما".
فقوله: "ويقال" فيه إشارة إلى تضعيف هذا القول كما لا يخفى.

والخلاصة: أن الراجح دليلاً قول جمهور أهل العلم أن النمص لا يختص بإزالة شعر الحاجب بل يشمل مع ذلك إزالة شعر الوجه، والله تعالى أعلم .

فيكون النمص ـ بناءً على ما سبق : نتف شعر الوجه أو الحاجب.

حكم النمص: النمص بمعناه المتقدم محرم، دلت السنة على ذلك، دلالة صريحة.

فقد أخرج البخاري من طريق علقمة، عن عبد الله، قال: لعن الله الواشمات، والموتشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت، فقالت: إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أما قرأت: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".
قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها".

فهذا النص صريح في التحريم، إذ دلالة اللعن على التحريم صريحة، بل تفيد أنه من الكبائر.

المسألة الثانية حكم التشقير:
قبل أن أتكلم عن حكم التشقير أحب أن أحرر محل البحث:
للتشقير ثلاثة أنواع:
النوع الأول: صبغ جميع شعر الحاجب، بلون غير لونه الأصلي، وغالباً ما يكون موافقاً للون الشعر، فهذا خارج محل البحث، والأظهر جوازه، إذ لا يوجد دليل على المنع، وعلى كل حال ليس هو محل البحث.

النوع الثاني: صبغ طرفي الحاجب (الأعلى والأسفل)، بحيث يظهر الحاجب دقيقا رقيقا؛ لأن الطرف السفلي، والعلوي، أصبح غير ظاهر، بسبب الصبغ بلون يشبه لون الجلد.

النوع الثالث: صبغ كامل الحاجب بلون يشبه لون الجلد، ثم يرسم عليه بالقلم حاجبا رقيقا دقيقا.
فالنوع الثاني، والثالث، هما محل البحث.

وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في هذه المسألة على قولين :
القول الأول : أن التشقير بهذه الصفة لا يجوز، وبهذا القول أخذت اللجنة الدائمة.

وفيما يلي نص السؤال والجواب:
السؤال/ " انتشر في الآونة الأخيرة بين أوساط النساء ظاهرة تشقير الحاجبين، بحيث يكون هذا التشقير من فوق الحاجب، ومن تحته، بشكل يشابه بصورة مطابقة للنمص ، من ترقيق الحاجبين ، ولا يخفى أن هذه الظاهرة جاءت تقليدا للغرب ، وأيضا خطورة هذه المادة المشقرة للشعر من الناحية الطبية ، والضرر الحاصل له ، فما حـكم الشرع في مثل هذا الفعل ؟
الجواب/ بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت :"بأن تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة : لا يجوز؛ لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه ولمشابهته للنمص المحرم شرعا ، حيث إنه في معناه، ويزداد الأمر حرمة إذا كان ذلك الفعل تقليدا وتشبها بالكفار، أو كان في استعماله ضرر على الجسم، أو الشعر؛ لقول الله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار " وبالله التوفيق . ا.هـ

القول الثاني : أن التشقير بهذه الصفة يجوز، وبهذا القول أخذ شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله - وغيره.

ويستدل أصحاب هذا القول بأن الأصل في تجمل المرأة الجواز .

والأقرب للصواب والله أعلم أنه محرم، ويدل على رجحان هذا القول ثلاثة أدلة:

الدليل الأول : أن التشقير بمعنى النمص المنهي عنه وفيما يلي شرح ذلك :
أفاد النص الوارد في النمص، أن التحريم سببه تغيير خلق الله، طلباً للحسن.
وهذه العلة تعد علة منصوصاً عليها.

قال النووي: "وأما قوله المتفلجات للحسن، فمعناه يفعلن ذلك طلباً للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن، أما لو احتاجت إليه لعلاج، أو عيب في السن ونحوه، فلا بأس، والله أعلم"

وقال الحافظ : "قوله: والمتفلجات للحسن يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز".

وقيد "للحسن" :يحتمل أنه يتعلق بالمتفلجات، ويحتمل أنه يتعلق بجميع المذكورات، فهذا محل خلاف بين أهل العلم.

وأياً كان فإنه يشمل جميع المذكورات من حيث المعنى؛ فإن هذه الأعمال كلها تتخذ للتزين، كما لا يخفى، ويؤيد ذلك رواية الترمذي بلفظ: "مبتغياتٍ للحسن مغيراتٍ خلق الله" .

وقد ذكر أهل العلم أن الغرض من النمص هو إظهار الحاجب أدق مما هو عليه في الواقع، وأن هذا هو مراد النامصة، وقد تقدم نقل كثير يبين ذلك.

وسأزيد الأمر وضوحاً بنقل بعض كلام أهل العلم الموضح لهذا :
قال أبو داود في السنن :"النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه"
وفي شرح فتح القدير :"والنامصة هي التي تنقش الحاجب لترقه"
وفي حاشية العدوي :"جمع متنمصة وهي التي تنتف الشعر الحاجب حتى يصير دقيقا حسنا"

وقال النووي:"النامصة: التي تأخذ من شعر حاجب غيرها، وترققه؛ ليصير حسنا"
إذن النتف إنما حرم؛ لأن فيه تغييراً لخلق الله، بجعل الحاجب أدق مما هو عليه في الواقع، فالنتف ليس هو المقصود بالتحريم، بل التغيير الحاصل به، بدليل أن النتف في غير الحاجب جائز، بل مسنون كما في الإبط.
تبين ـ بما تقدم ـ أن النتف المجرد ليس تغييرا لخلق الله، ونص الحديث يدل على ذلك بوضوح، فهو يدل على أن تغيير خلق الله طلبا للحسن منهي عنه، سواء كان بالنمص، أو بالوشم، أو بالوشر، فالتغيير الحاصل بهذه الأعمال هو المقصود بالنهي، ولا أظن أن هذا يخفى من دلالة النص.

والخلاصة:
أن النمص المحرم هو الذي يقصد منه ترقيق الحاجب، وتدقيقه، طلباً للجمال بإظهار الحاجب على غير هيئته الحقيقية، أما النتف لغير ذلك، كالنتف للعلاج ونحوه، فلا بأس به.

وإذا ثبت أن المحرم حقيقة هو التغيير الحاصل بالنتف، لا مجرد النتف، فإن الوصول إلى هذا المحرم لا يجوز، بأي طريق كان.

والنساء اليوم يجعلن التشقير بدلاً عن النتف في الوصول لذات النتيجة، وهي إظهار الحاجب دقيقاً رقيقاً، ولذلك فهو لا يجوز .

قال شيخ الإسلام:"الشيء الذي هو نفسه مقصود غير محرم إذا قصد به أمر محرم صار محرماً
"
فالتشقير بمعنى صبغ الحاجب بحد ذاته ليس محرما، لكن لما قصد به ذات المنهي عنه في النمص، حَرُم من هذه الجهة

الدليل الثاني : أن استخدام التشقير يؤدي إلى خروج الشعر بكثافة، بسبب تأثير المواد التي تصنع منها صبغة الشعر، وقد ثبت هذا في واقع النساء، وخروج الشعر بكثافة يجعل المرأة تستخدم النمص المحرم شرعاً؛ لأن التشقير يصبح لا يجدي نفعاً مع تزايد خروج الشعر بشكل لايخفيه التشقير ، والقاعدة الشرعية أن ما أدى إلى محرم فهو محرم.

الدليل الثالث : أن المركبات الكيميائية التي تصنع منها صبغة الشعر فيها أضرار صحية خطيرة ، والأبحاث الطبية التي كُتبت في هذا الموضوع كثيرة، لا أريد التطويل بالنقل منها ، ولكن أكتفي بنقلٍ واحد يتعلق بالسوق المحلية .
يقول أحد الباحثين : "أشار أحد العلماء إلى أن الوكالة العالمية لأبحاث السرطان (larc) قد بينت أن بعض المركبات التي تدخل في تركيب بعض صبغات الشعر ذات تاثير تطفري شديد لحيونات المعامل، ومن هذه المواد على وجه الخصوص مادة بارافينيلين داي أمين (ppd) ...، وتختلف نسبة هذه المادة المسموح بها في صبغات الشعر، ففي بعض الدول (أمريكا، أوروبا) تُلْزم المصانع بألا تزيد هذه الصبغة عن 3%، بينما نجد أن دولاً أخرى لم تحدد نسبة قياسية لهذه المادة، الأمر الذي جعل بعض الشركات والمصانع غير الموثوق بها تتلاعب بأرواح الناس، وتزيد من نسبة مادة (ppd) في الصبغات التي تنتجها بنسبة عالية جداً، إذ دلت التحاليل الدقيقة التي أجريت بمركز السموم والتحليل بمستشفى الملك فيصل التخصصي، على أن بعض صبغات الشعر التي توجد في الأسواق المحلية قد احتوت على هذه المادة بنسب تزيد على 70%، مما أدى إلى حدوث مشكلات صحية لمن تعامل مع هذه الصبغات، واحتمال حدوث مشكلات أخرى في المستقبل"
هذا ما ظهر لي في هذه المسألة والله أعلم


النمص أحكام وحكم وفتاوى

النمص أحكام وحكم وفتاوى

لما رأيت هذا الأمر قد انتشر ، وهذه الظاهرة قد سَـرَتْ في أوساط النساء ، وكثـُـر السؤال عنها ، أحببت بيان الـحُـكم الشرعي لتلك الظاهرة ، وما لها وما عليها .

تلكم الظاهرة التي أعنيها هي ظاهرة النمـص وترقيق الحـواجب بقصد التـّـجمّـل .

وقد ورد فيها وعلى مَن فعلتها الوعيد الشديد ، مما يدلّ على أنها كبيرة من كبائر الذنوب .

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه أنه قال : لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله قال : فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت : ما حديث بلغني عنك ؛ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ؟ فقـال : عبد الله وما لي لا ألعن من لعن رسولُ الله صل الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله ، فقالت المرأة : لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته ، فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه قال الله عز وجل : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) .

فقالت المرأة : فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن ! قال : اذهبي فانظري . قال : فَدَخَلَتْ على امرأة عبد الله فلم تر شيئا ، فجاءت إليه فقالت : ما رأيت شيئا ، فقال : أما لو كان ذلك ما جامعتنا . أي ما ساكَنَتْنا .

وتفسير تلك الأصناف الملعونة :

الواشمات هي التي تفعل الوشم ، وهو ما يُرسم تحت الجلد سواء في الوجه أو في غيره
والمستوشمات اللواتي يَطلبن مَنْ يفعل بـهن الوشم .

والنامصات اللواتي ينمصن النساء ، والنّمص هو نتف شعر الوجه ، وشعر الحاجبين على وجه الخصوص ، والمتنمصات مَنْ يطلبن من غيرهن أن يفعلن بـهن ذلك .
والمتفلِّجات : اللواتي يتفلّجن ، والمقصود مَن يُباعدن بين أسنانهن .

قال الحافظ ابن حجر : والتفلج أن يفرج بين المتلاصقين بالمبرد ونحوه وهو مختص عادة بالثنايا والرباعيات ويستحسن من المرأة فربما صنعته المرأة التي تكون أسنانها متلاصقة لتصير متفلجة وقد تفعله الكبيرة توهم أنها صغيرة لأن الصغيرة غالبا تكون مفلجة جديدة السن ويذهب ذلك في الكبر وتحديد الأسنان يسمى الوشر بالراء وقد ثبت النهي عنه أيضا . اهـ .

والنمص أعـمّ من أن يكون في الحاجبين فقط ، وإن كان أكثره وأظهره في الحاجبين

قال ابن الأثير : النَّامِصة التي تَنتِف الشَّعرَ من وجهِهـا .
وقال ابن منظور في لسان العرب :
والنَّمْصُ : نَتْفُ الشعر . و نَمَصَ شعرَه و يَنْمِصُه نَمْصاً : نَتَفَه ... وفـي الـحديث : لُعِنَت النامصـةُ و الـمُتَنَمّصـة . قال الفراء : النامِصـةُ التـي تنتف الشعر من الوجـه ، ومنه قـيل للـمِنْقاش مِنْماص لأَنه ينتفه به ، والـمُتَنَمِّصةُ : هي التـي تفعل ذلك بنفسها ... وامرأَة نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَي تأمرُ نامِصةً فتَنْمِص شعرَ وجهها نَمْصاً أَي تأْخذه عنه بخيط . انتهى .

فهو أعـم من أن يكون في الحواجب فحسب .

فأنتِ – رعاك الله – ترين أنه حتى في اللغة يقول أئمة اللغة أن النمص نتف أو أخذ شيء من شعر الوجه ، ولم يخصوه بالحاجبين .

وسواء كان بالنتف واللقط أو بالحفّ أو بالحلق أو بأي وسيلة حديثة فهو نمص .

والحكم يدور مع علـّتِه وجودا وعدما - كما هو مُقرر في علم أصول الفقه –
أي متى ما وجدت علّـة التحريم وُجِد الْحُكم .

والعِلّة ( عِلّة التحريم ) هنا منصوص عليها وهي : تـغـيـير خلق الله .

والتغيير يحصل بأي وسيلة كانت ، ولذا أفتى العلماء بأن التـّـشقـيـر داخل تحت معنى وحُـكم النّمص .

وقد أفتى فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين بأن التـّـشقـيـر يلحق بالنمص .


فقد سُـئل فضيلته حفظه الله :
ما حُـكم حـفّ الحواجب ؟ أو صبغها بألوان أخرى ؟

فأجاب – وفقه الله – بقوله :
بالنسبة للحواجب الأصل إعفاؤها وعدم نتفها ؛ لأنها زينة ، وشعرها هكذا جاء ونبَتْ في حال الصغر ، ونتفها مُحرّم " لعن الله النامصات والمتنمصات " سواء أكان النمص بالنتف أو الحلق أو بِقصِّ شيء منها ، كل ذلك داخل في هذا الوعيد ، والواجب على المرأة أن تعتبر هذا شيئاً خلقه الله ولا تُـغيّر من خلق الله شيئاً ؛ لأنها إذا نتفتْ أو قصّت أو حلقت فإن الشعر يعود بعد حين ويرجع إلى ما كان عليه مما يستدعي قصّـه مرة ثانية وثالثة .. وهكذا .

فالواجب أن تتوب إلى الله وتبتعد عما يستوجب اللعن والوعيد الشديد .

وهكذا التـّـشقـيـر الذي هو صبغ شعر الحاجبين بشيء مُلوّن ، وهذا أيضا مُحرّم داخل في قول الله تعالى : ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ ) ، والحديث الذي فيه لعن الـمُـغـيِّرات خلـق الله ، فــلا يجــوز لها ذلك . انتهى كلامه – حفظه الله – .

ولِلّجنة الدائمة في المملكة فتوى بهذا الخصوص .
واستثنى العلماء من النمص ما إذا ظهر للمرأة شعر في موضع الشارب أو موضع اللحية فإن لها أن تزيله .

قال الإمام النووي رحمه الله : وأما النامصة فهى التى تزيل الشعر من الوجه والمتنمصة التي تطلب فعل ذلك بها وهذا الفعل حــرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها ...

النهى إنما هو في الحواجب وما في أطراف الوجه .

والمتفلجات للحسن مَنْ يُباعدن بين أسنانـهن سواء كان ذلك بعملية أو بغيرها إذا تحقق فيها تغيير خلق الله ، وذلك من وحي الشيطان ، لقوله تعالى حكاية عن إبليس : ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ) [النساء:119]

ويدخل في هذا الحديث الوشر ، وهو تحديد الأسنان وبردِها ، لتكون في مستوى واحد .

ولا يدخل في هذا عمليات تقويم الأسنان ، إذ غاية ما فيها إعادة الأسنان إلى وضعها الطبيعي .

وقد تتساءل بعض النساء عن نمـص الحاجب إذا كان عريضا ، أو عن بـرد الأسنان إذا كانت كباراً ، أو إذا كانت تتـزيّن بذلك لزوجها ، فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته ، فقالت : يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمعّط ، وفي رواية ( فتمزّق ) شعرها ، وإني زوجتها أفأصل فيه ؟ فقال : لعن الله الواصلة والموصولة . رواه البخاري ومسلم .

فإذا كان هذا فيمن تساقط شعرها ، وتُريد أن تُزيِّنَها لزوجها فلم يُرخّص لها ، فكيف بمن تتخذه للزينة ، فتلبس ما يُسمّى « الباروكة » بقصد التجمّـل ؟

ومثله نتف الحواجب أو شعر الوجه أو تفليج الأسنان أو وصل الشعر بشعر آخر فكلّ ذلك داخل تحت اللعن ، فليس هناك عذر لفعل شيء من تلك المحرمات .

ولما حجّ معاوية بن أبي سفيان قال وهو على المنبر وتناول قَصّةً من شعر كانت بيد حرسي : أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ، ويقول : إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم . رواه البخاري .